The ten social commandments presented by His Holiness Pope Francis in simulating modernity that he seeks to develop the social behavior of individual….
وصايا غاية في الأهمية من البابا فرنسيس:
عشر وصايا قدمها قداسة البابا فرنسيس رئيس الكنيسة الكاثوليكية، وهي مستوحاة من الكتاب المقدّس فضلا عن تجاربه الروحية والاجتماعية والتربوية ومن واقع الحياة، إنّها أيضًا الأكثر تواضعًا”، (عرضها البابا فرنسيس لنعيشها منذ العام 2014)*، ايمانا منه ان أبناء الكنيسة افرادا وجماعات هم باحتياج دائم إلى التوجيه والإرشاد عبر مراحل نموهم المختلفة الذي يتضمن واقع الحداثة والتغير السريع في إيقاع الحياة.
هذه الوصايا تمثل عمق حبه للبشر ورغبته بأن يكونوا بعيدين عن الخطيئة وقريبين من يسوع وحياتهالمتواضعة أوصى قداسته البشر أينما كانوا بالالتزام بها ليعيشوا بسلام مع الرّبّ.
وتعزيزا لهذه الوصايا تم اختيارها للدراسة والتفسير لبعض من مضامينها الانسانية وفيما يلي رؤيا تحليلية لهذه الوصايا بما يتناسب مع متطلبات الحياة الحديثة التي تدعوا البشر الى التكيف في الحاضر والمستقبل:
المقدمة والتمهيد: Introduction and preamble
المشورة والوصية ان كانت كتابية ام رعوية (Biblical Counseling)، لها دور هام في توجيه عقول البشر في حياتهم التطبيقية والعملية من خلال النُصح والإرشاد، “اِسْمَعِ الْمَشُورَةَ وَاقْبَلِ التَّأْدِيبَ، لِكَيْ تَكُونَ حَكِيمًا فِي آخِرَتِكَ”(أم 19: 20)، “أَيُّهَا السَّادَةُ، قَدِّمُوا لِلْعَبِيدِ الْعَدْلَ وَالْمُسَاوَاةَ، عَالِمِينَ أَنَّ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا سَيِّدًا فِي السَّمَاوَاتِ”(كو 4: 1).
الوصية والإرشاد الغاية منها عملية تشجيع الافراد على أن يتعرفوا على قدراتهم ويصـلوا إلى فهم كامل عما تذهب اليه والتعامل معها بواقعية منطلقين من إمكاناتهم، فالإرشـاد الاجتماعي الروحي يحتاج إلى مرشد متمكن من اختيار نموذج الوصايا والإرشاد التي سيقدمه لهم كي يعزز التوافق بينهم وبين البيئة التي يعيشون بها، فضلا عن ربطها بتغير السلوك والتعلم فالإرشاد النفسي والعلاج محور اهتمامه تغيـير السلوك لذا يجب أن يكون الإرشاد في غايته التطبيق العملي، “أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ”( عب 17:13 )، وتأسيسا على ما سبق لابد لنا قهم الأسباب التي أدت الى هذه الوصايا الارشادية ومن اهمها تغير الاجتماعي:
اذ يشهد العالم المعاصر تغيرا اجتماعيا واسعا يقابل عملية تغير هذه بعضا من العجز في احكام الضبط الاجتماعي وفي توجيه السلوك ليساير المعايير التربوية والاجتماعية الأساسية والسائدة ومن عوامل هذا التغير والتي أدت إلى سرعته، قبول بعضا من مظاهر السلوك بعد ان كان مرفوضاً والعكس من ذلك أيضا، فضلا عن إدراك أهمية التعليم في تحقيق الارتفاع في السلم الحياة الاجتماعي والاقتصادي، وضوح صورة الصراع بين الأجيال وزيادة الفروق في القيم والفروق الثقافية والفكرية وخاصة بين الكبار والشباب حتى ليكأد التغير الاجتماعي السريع يجعل كلا من الفريقين يعيش في عالم مختلف وقائمة المتغيرات تطول.
الوصايا:
أولاً: لا تثرثروا: Don’t gossip هذه الوصية والتوجيه يتضمن رؤيا إنسانية متزامنة مع ارشاد اجتماعي لما يتضمنه هذا المصطلح من معاني أهمها تعديل السلوك واصلاح بعضا من الذات البشرية التي أصابها هذا الداء. فالثرثرة هي عبءٌ نفسي لمن يعاني من اضطراب، او مشكلة نفسية يحاول الثرثار إخفاءها أو إسقاط محتواها على الآخرين من خلال كثرة الكلام، وإن الأشخاص كثيري الثرثرة هم أكثر البشر إفشاءً للسر، بسبب حاجتهم لإثارة أي موضوع، من خلال كثرة التحدث عنه للآخرين، ولعوامل التربية والتنشئة الاجتماعية نصيبا في بلورة سلوكيات الإنسان الثرثار، الذي يكتسب صفة الثرثرة من غيره عن طريق التقليد، ومنذ سن مبكرة أحيانا.
لتفسير أسباب هذا السلوك ولكي نفهم ما الذي يدفع البشر الى الثرثرة. فالبعض يقومون بذلك ليحدثوا استحسانا لدى الآخرين ويظهروا انهم مطَّلعون جيدا على مجريات الأحداث، فضلا عن عدم الثقة بالنفس قد يدفع البعض للثرثرة ورواية الاحداث مما يشعرهم انهم أفضل حالا، سببا آخر هو بدافع الملل الضجر والرغبة في الإيذاء النفسي للأخرين الذي يدفع بعض البشر الى نشر الاشاعات والثرثرة وأضافه بعض الاثارة والتشويق الى ما يتم روايته للتخلص مما يعانون من حياة مملة، “لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ” ( أف 4: 29)
من الواضح ان الثرثرة المؤذية لها آثار سلبية بالغة. غير ان كثيرين ممن وقعوا ضحية الثرثرة يعترفون انهم هم ايضا اشتركوا احيانا في الثرثرة. فحين يتناقل البعض ملاحظات تحطّ من قدر شخص ما، يمكن ان تُغرى بالاشتراك معهم. لقد اعطانا الكتاب المقدس تعليما على النحو التالي: “لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّير”(مت 5: 37)، “ضَع يَا رَبُّ حَافِظَا لِفَمِي وَبَابَا حَصِينًا لِشَفَتَيَّ”(مز 141: 3) “لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ”(أف 4: 29)
ثانياً: انهوا الأكل من صحونكم Finish eating the meal on your plates
أنهوا الأكل في صحونكم، علينا أن نتذكر دائماً أن رمي الطعام الفائض في النفايات هو شبيه بسرقته من موائد الاخرين والذي ينبغي للإنسان إذا قدم له الطعام أن يعرف قدر نعمة الله فيه، ومن أهم آداب الانتهاء من الطعام، هو عدم ترك أي أثر من الطعام في الطبق الذي تناولنا فيه، كما يجب عدم إظهار أي ملامح توحي بأن الطعام غير شهي أو الاشمئزاز من ذلك، فَقَالَ لَهُمُ: “ٱذْهَبُوا كُلُوا ٱلسَّمِينَ، وَٱشْرَبُوا ٱلْحُلْوَ، وَٱبْعَثُوا أَنْصِبَةً لِمَنْ لَمْ يُعَدَّ لَهُ، لِأَنَّ ٱلْيَوْمَ إِنَّمَا هُوَ مُقَدَّسٌ لِسَيِّدِنَا. وَلَا تَحْزَنُوا، لِأَنَّ فَرَحَ ٱلرَّبِّ هُوَ قُوَّتُكُمْ”(نَحَ 8:10) لَا يَزْدَرِ مَنْ يَأْكُلُ بِمَنْ لَا يَأْكُلُ، وَلَا يَدِنْ مَنْ لَا يَأْكُلُ مَنْ يَأْكُلُ، لِأَنَّ ٱللهَ قَبِلَهُ” (رُومِ 14: 3)، “فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا، فَٱفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ ٱللهِ”(1كُورِ 10: 31)
ثالثاً: خصّصوا وقتاً للآخرين Make time to talk and meet others
تقاس قدرة البشر الاجتماعية في حسن المعاملة والاحترام فيما بينهم، ويتبادلون المحبة، وهنا لابد ان يؤدي ذلك الى اظهار الاهتمام بالحديث، والاستماع، وتقدير لآراء التي يتم طرحها بين بعضهم خلال الحديث أي بمعنى آخر أن تستمع الى بعضنا بجميع الحواس، وليس مجرد تظاهر بذلك ومن خلال ذلك سنستطيع الوصول إلى المغزى والمقصد الحقيقي من تبادل الحديث، وبالتالي ستتمكن من مشاركتهم بفعالية، “لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ”(جم 3: 1).
أن تبادل طرح الأسئلة المناسبة بين المتحدثين امر في غاية الاهمية، إلى جانب ذلك يجب أن نأخذ بعين الاعتبار لغة الجسد للمتحدثين، فهي تساعد على كشف الكثير من المعرفة التي قد لا تتمكن من التعرف اليها من خلال حديثهم فقط، “لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضَّحْكِ وَقْتٌ”(جم 3: 4). يعد قضاء الوقت مع الآخرين أكبر دليل عملي على اهتمامك الشديد بهم، وعلى قيمتهم الكبيرة عندك، لذا احرصوا على أن تُخصص بعض الوقت للجلوس او للخروج مع المعارف والاقارب، رغم كثرة المشاغل، ويُمكن أيضًا التخطيط لقضاء وقت ممتع كالخروج لتناول الطعام، أو الذهاب إلى السينما لمشاهدة فيلم، أو التنزه، أو ممارسة الرياضة، أو حتى الجلوس معًا والتحدّث في المواضيع المشتركة، وغيرها الكثير من الأفكار التي قد تساعد في توطيد العلاقة مع الاخرين، وإشعار الاطراف الآخرة بمدى أهميتهم لنا، “اُسْلُكُوا بِحِكْمَةٍ مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ”(كو 4: 5).
يساعدك الاستماع الجيد وحسن الإصغاء على رؤية العالم من خلال أعين الآخرين. يزيد الاستماع من تفهمك ويوسع قدرتك على التعاطف ويزيد اندماجك مع العالم الخارجي، لأنه يساعد في تحسين مهاراتك في التواصل. تزيد مهارات الاستماع والإصغاء كذلك من قدرتك على فهم مواقف الآخرين ومعرفة الردود المناسبة للموقف والأخرى التي يُفَضَّل تجنبها. قد يبدو حسن الاستماع (والإقرار) أمرًا بسيطًا، لكن تطبيقه ببراعة -خاصةً وقت الاختلاف- يتطلب جهدًا صادقًا والكثير من الممارسة.
رابعاً: اختاروا المشتريات الاكثر تواضعاً Choose the most modest purchases
في هذه الوصية والإرشاد يقدم لنا قداسة البابا تعليما اقتصاديا يحاول فيه نقل خبرات لابد ان يتعلمها البشر في حال اقدم على مشتريات تتناسب مع قدراته المالية والابتعاد عن ذات الاثمان العالية ولكي نتوسع في تفسير ذلك يمكننا القول كما يلي:
العالم المادي يوكد إنّ امتلاك المال والسلطة تعطينا الرغبة ويوحي لنا بالفرح إنما هذه الأشياء تنتهي بتملّكها وتدفعنا دائمًا لطلب المزيد ولا نشعر بالاكتفاء، وعندما يصبح الشراء عادة استهلاكية وظاهرة سلوكية لدى كثير من البشر نتيجة لحدوثها باستمرار خاصة بعد انتشار المتاجر الكبرى والتي تجذب المتسوقين بشكلها وطرق عرضها لسلعها، وحسب بعض الدراسات فإن 06% من قراراتنا الشرائية نتيجة لقرار خاطئ، إن حمى الشراء وهوس التسوق أمراض جديدة حملتها إلينا الحياة الحديثة والتي تتراءى في ما ننفقه على مواد باذخة لا معنى لشرائها سوى ما يحمله ذلك العقل الضعيف من إسفاف وعدم مسؤولية. إن الوسطية في الإنفاق هي الطريق للأمن المعيشي ولنا في. “ضع المسيح” في حياتك، ضع ثقتك فيه ولن تخيب أبدًا! وأشرب والبس وتصدق، “مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحِبَّ الْحَيَاةَ وَيَرَى أَيَّامًا صَالِحَةً، فَلْيَكْفُفْ لِسَانَهُ عَنِ الشَّرِّ وَشَفَتَيْهِ أَنْ تَتَكَلَّمَا بِالْمَكْرِ، لِيُعْرِضْ عَنِ الشَّرِّ وَيَصْنَعِ الْخَيْرَ، لِيَطْلُبِ السَّلاَمَ وَيَجِدَّ فِي أَثَرِهِ. لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ عَلَى الأَبْرَارِ، وَأُذْنَيْهِ إِلَى طَلِبَتِهِمْ، وَلكِنَّ وَجْهَ الرَّبِّ ضِدُّ فَاعِلِي الشَّرِّ”(1بط 3: 10-12)، “فِي جَمِيعِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَوْصَاكُمْ بِهَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ تَسْلُكُونَ، لِكَيْ تَحْيَوْا وَيَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ وَتُطِيلُوا الأَيَّامَ فِي الأَرْضِ الَّتِي تَمْتَلِكُونَهَا”(تث 5: 33).
خامساً: قابلوا الفقير وجهاً لوجه Meet the poor face to face
الفقراء ليسوا مختلفين عن بقية الأفراد بيولوجيًّا، بل الفقر نفسه هو ما يدفع البشر للتصرُّف بشكل مختلف. وهكذا نجد الفقراء أنفسهم مدفوعين إلى سلوكيات معينة تُقيِّدهم أكثر في الفقر، العيش في حالة الفقر هو قلق دائم ومحاولات للتوفيق بين الموارد القليلة وكيفية الوفاء باحتياجات الحياة، سيجعلنا هذا في مساحة محدودة من الاهتمام.
إنّ التبرّع بالمال غير كافٍ بالنسبة يقول البابا فرنسيس، بل اللقاء الحقيقي يقضي باللقاء المباشر مع الفقراء والإصغاء إليهم وإعطائهم من الوقت الكافي لسماع مشاكلهم، خاصة حين تتفاعل مع عامل الفقر،” نْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ، وَعَنْ مَعْرُوفِهِ يُجَازِيهِ.” (أم 19: 17)، “تَصَدَّق مِن مالَك، ولا تُحَوِّل وجهك عن فقير؛ وحينئذٍ فوجه الرب لا يُحَوَّل عنك”( طو 4: 7)، “مَنْ يُعْطِي الْفَقِيرَ لاَ يَحْتَاجُ” ( أم 28: 27)، “بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنَ الْجَمِيعِ، لأَنَّ هؤُلاَءِ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا فِي قَرَابِينِ اللهِ، وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا، أَلْقَتْ كُلَّ الْمَعِيشَةِ الَّتِي لَهَا”( لو 21: 3).
سادساً: كفّوا عن الحكم على الآخرين Stop judging others
اصدار الأحكام على الاخرين يتسبب بتوتر في العلاقات الشخصية والمهنية، ولكن قد يصعب علينا تغيير طريقة تفكيرنا، والحد من النقد وإصدار الأحكام يتطلب وقتاً وجهوداً إيجابية، كالتركيز على نقاط قوة الآخرين، وتقديم النقد بطرق بناءة بدلاً من القاسية والسلبية. الحكم المسبق على الآخرين لا يتقبله معظم البشر كمفهوم يتخذ من التحكّم في الآخرين أو حل مشاكلهم. إلا أننا ندخل في دوامة هذا السعي إليه، فنفرض أفكارنا على الآخرين بغض النظر عما يرغبون فيه، او محاولة إصلاح الآخرين او نشعر بقلق وخوف من التطورات الكارثية التي نتوقع حدوثها إن لم نتدخل ونحاول تغيير الأوضاع، “أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانُ، كُلُّ مَنْ يَدِينُ. لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ. لأَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ تَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ بِعَيْنِهَا”(روم 2: 1)، “أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا”(غلا 6: 1)، “وَاحِدٌ هُوَ وَاضِعُ النَّامُوسِ، الْقَادِرُ أَنْ يُخَلِّصَ وَيُهْلِكَ. فَمَنْ أَنْتَ يَا مَنْ تَدِينُ غَيْرَكَ”( يع 4: 12)، “أَفَتَظُنُّ هذَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تَدِينُ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ، وَأَنْتَ تَفْعَلُهَا، أَنَّكَ تَنْجُو مِنْ دَيْنُونَةِ اللهِ”(روم2: 3).
سابعاً: صادقوا من يخالفونكم الرأي Be honest with those who disagree with you
ما أجمل أن يكون لديك صديق يخالفك الرأي لأنه يهتم بمصلحتك بصدق*، كن شديد التسامح مع من خالفك الرأي فإن لم يكن رأيه كل الصواب فلا تكن أنت كل الخطأ بتشبثك برأيك*، – لا تتشبثوا برأيكم مشيرًا البابا إلى ضرورة العمل على ثقافة اللقاء والحوار وتقبّل الآخر، لنحرص أن تكون كلماتنا بمسحة مخافة الرب، لتكن كلماتنا انعكاسًا لتقديس قلوبنا بروح الله القدوس. وكما في، “مَنْ أَحَبَّ طَهَارَةَ الْقَلْبِ، فَلِنِعْمَةِ شَفَتَيْهِ يَكُونُ الْمَلِكُ صَدِيقَهُ”(أم 22: 11)، “لِلإِنْسَانِ تَدَابِيرُ الْقَلْبِ، وَمِنَ الرَّبِّ جَوَابُ اللِّسَانِ.” (أم 16: 1)، “لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُصْلَحًا بِمِلْحٍ، لِتَعْلَمُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجَاوِبُوا كُلَّ وَاحِدٍ”(كو 4: 6).
ثامناً: لا تخافوا من الالتزام إلى الأبد Don’t be afraid to commit forever ما هي خصائص الالتزام: انه مفهوم يشير الى، رابطة مصدرها العلاقة بين شخصين وتقوم على تنفيذ مطالب او واجبات معينة يتكلف بها طرفي الالتزام. وتستمر وتدوم على عكس التحالفات المؤقتة التي نعقدها في حياتنا اليومية.
ويضيف قداسة البابا بقوله: “لا تخافوا من أن تقولوا للأخرين “إلى الأبد” واوصيكم أن تسيروا عكس ما ينقله مجتمعنا اليوم الذي يخيفنا من عبارة “إلى الأبد” بذريعة أننا لا نعلم ماذا يمكن أن يخبئ لنا المستقبل. ابتعدوا عن هذه الثقافة التي ترى أنّ كل شيء وقتي وفي حينه سيشكل موقفا يحتاج الى حل. “وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ”(1 تس 5: 23).
تاسعًا: خذوا وتعودوا على ان تسألوا الرب Take the habit of asking the Lord
“وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلًا فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ”(لو 18: 1)، أشار قداسة البابا الى ألا تخافوا من الصلاة إلى الله بإلحاح وتعودوا ان تسالوه. “صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ”(1 تس 5: 17)، يشير القديس يوحنا الذهبي الفم كل ما يراد منا أن تفعله هي صلاة دائمة، وأن نتأمل في البركات التي تصلي من أجلها وأن نسأله فننال صلاحا يهبه لك، لن يبخل قط ببركاته على من يصلي، لكنه برحمته يحث البشر ألا يملوا في الصلاة. وهو لا يمل إلا عندما نحن نتوقف عن ذلك، “فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي الضَّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ”( روم 12: 12) أذا لنتشجع بفرحٍ، ونردد ما يأمرنا به وأن نكف عما يمنعك عنه، أخيرًا، لنتأمل ما يوهبه لنا الاب من امتيازات عندما نصلي، اننا تتحدث مع الله في صلواتنا، مظهرًين له احتياجاتنا، هو يستجيب لنا لا بكلمات وإنما برحمته، ما أحوجنا إلى الصلاة الدائمة، بها تتحقق غاية الله فينا وفي المسيح حياتنا حيث يكون لنا الحياة السماوية معلنة في داخلنا كما في سلوكنا، “إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا”(يو 16: 24)، “اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ”(1 تس 5: 18).
عاشرًا: كونوا سعداء be happy
حقًا إن الفرح يقودنا الى السعادة كان ذلك مضمون وصية وتوجيه من البابا، فالكتاب المقدس فيه الكثير من التعليم حول الفرح والسعادة، وفي نفس الوقت هي عطية الروح القدس لنا، فالسعادة وردت بمعنى نعمة الحصول على بركة الله، كما في: “وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ”(غل 5: 22)، ومفهوم السعادة هو الإطار الذي يجمع الفرح بكل تفاصيله ومثال ذلك حالة الرضا عن الأداء النفسي في مختلف مجالات الحياة، ليشعر من يستمتع بها مع الآخرين من حوله. والسعادة كذلك كما يشير اليها قداسة البابا هي لمن يعيش حياة الايمان، والتطور الروحي الذي يؤشر جانبين الأول: أن نعيش في الحاضر ونستخدم ما قدمته الحضارة من منجزات لخير البشر، والثاني: هو الفرح الذي نختبره برجاء الحياة الأبدية التي وعدنا الاب بها، “افْرَحُوا كُلَّ حِينٍ”(1 تس 5: 16)، “فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ، وَقَالَ لَهُ: يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ: اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلًا الصَّلِيبَ”(مر 10: 21).
وفي الختام اود ان اشكر القراء الكرام المتابعين لهذا الموقع الذي يهتم بالمعرفة الروحية وعلى وجه الخصوص عرض ومتابعة ما يقدمه قداسة البابا فرنسيس الى المؤمنين من تعليم انساني واجتماعي والذي نحن بصدده اليوم الوصايا والإرشاد الذي يهتم بتشجيع الافراد على أن يعيشوا حياة الايمان، والتطور الروحي، ويتعرفوا على قدراتهم ليصـلوا إلى فهم كامل لما تذهب اليه هذه الوصايا التي تم عرضها والتقديم اليها اليوم والتعامل معها بواقعية، فالإرشـاد الاجتماعي والروحي يحتاج إلى مرشد متمكن من اختيار نموذج الوصايا والإرشاد الذي سيقدمه كي يعزز التوافق مع البيئة فضلا عن ربطها بتغير السلوك والتعلم، فالإرشاد النفسي والعلاج هدفه تغيـير السلوك.
والبابا فرنسيس تمكن من ان يقدم لنا الوصايا في هذا المجال ضمن معاني محددة …… يا رب بارك شعوب الأرض ومكنهم من تنفيذ وصاياك وحفظ تعليمك الروحي، وامنح كنيستك الجامعة المقدسة الرسولية القدرة على نقل ما قدمته لنا من خلال الكتاب المقدس الى المؤمنين لتعم بركتك على جميع البشر ……… الى الرب نطلب
د. طلال كيلانو
——————————————————————————————–
*مارس 03، 2014-
سيغموند فرويد اشتُهر طبيب الأعصاب سيغموند فرويد بتطويره لنظريات التحليل النفسي وطرقه، والتي تُعَد النواة لأساليب الطب النفسي الحديث التي تعتمد على تحدُّث المريض عن مشاكله دون أي عوائق. وقد ساهمت نظرياته وأبحاثه في علاج العديد من الأمراض النفسية، وفي تفسير سلوكيات المجتمعات والثقافات المتنوعة. طوَّر العالم سيغموند فرويد علم التحليل النفسي، وهو عبارة عن أسلوب يتّبعه المُحلل النفسي لاكتشاف الصراعات اللاشعورية لدى المريض بناءً على أحلامه وتخيلاته من خلال طريقة التداعي الحر (free associations).
أولا: لاتثرثروا: Roddel niet
ثانياً: انهوا الأكل من صحونكم Eet de maaltijd op uw bord op
ثالثاً: خصّصوا وقتاً للآخرين Maak tijd vrij om te praten en anderen te ontmoeten
رابعاً: اختاروا المشتريات الاكثر تواضعاً Kies de meest bescheiden aankopen
خامساً: قابلوا الفقير وجهاً لوجه Ontmoet de armen van aangezicht tot aangezicht
سادساً: كفّوا عن الحكم على الآخرين Stop met oordelen over anderen
سابعاً: صادقوا من يخالفونكم الرأي Wees eerlijk tegen degenen die het niet met je eens zijn
ثامناً: لا تخافوا من الالتزام إلى الأبد Wees niet bang om je voor altijd te binden
تاسعًا: خذوا العادة تسألوا الرب Maak er een gewoonte van om de Heer te vragen
: كونوا سعداء gelukkig zijn