سر الكهنوت من الاسرار المقدسة بدونه لا يمكن للكنيسة أن تستمر وتثمر: بفرح غامر وبقلوب عامرة بالأيمان نستذكر الرسامة الكهنوتية في عامها الثاني والعشرين للاب فراس غازي يوسف راعي خورنة مار توما الرسول الكلدانية / هولندا ونبارك له حياة الايمان والمحبة والجهود الرعوية التي يبذلها لخدمة الكنيسة…

بفرح غامر وبقلوب عامرة بالأيمان نستذكر الرسامة الكهنوتية الثانية والعشرين للاب المبارك فراس غازي يوسف راعي خورنة مار توما الرسول ونبارك له حياة الايمان والمحبة والجهود الرعوية التي يبذلها لخدمة الكنيسة في هولندا…

هذا السر كباقي الأسرار المقدسة: ومراسيم الرسامة بحسب الطقس الكلداني يركع الكاهن الجديد على ركبتيه متقدماً إلى سر الكهنوت ثم تكون الصلاة عنه من قبل الحضور ويقوم من يمثل السلطة الكنسية البطريرك والمطران بوضع اليد عليه والصلاة من اجل هذه الحياة الجديدة وبعد ذلك يتم توشيح الكاهن الجديد بالحلة الكهنوتية ويحتفل بقداسه الكهنوتي الأول بعد تحديد موعد لذلك.

الكهنوت كرامة عظيمة: فليس أحدٌ يأخذ لنفسه هذه الكرامة إلا من دعاه الله كرامتاً له فيقال للشماس المرتسم: الاب شماس، بعد قليل ستصبح كاهنا نتمنى لك من القلب كهنوتاً مباركاً مُقدساً ومُقَدِساً لك ولكل إنسان ونفس تلتقي بها طيلة أيام حياتك، فليكن هذا الكهنوت مقدساً لك وبركة لعائلتك ولجميع أقربائنا ولجميع المؤمنين، ويدعوا المؤمنين الصلاة له من اجل نجاح دعوته الكهنوتية… وهنا اود ان أوضح ان هذه المناسبة:

هي عيدٌ كبيرٌ لرسامة كهنةً لخدمة الكنيسة، وحدثّ يشار اليه في الحياة الروحية التي سيقدم عليها المرتسم الإنجيلي ليتحول الى كاهن يمارس الحياة الرعوية بموجب التعليم الكتابي أن الكهنوت دعوة واختبار وإرسالية، وهذا طبعاً ليست لجميع الناس ، وإنه يحتاج إلى شروط معينة ، وإلى وضع اليد ونفخه الروح القدس ، وهذا ايضاً ليست لجميع الناس . ويذكرنا أيضاً ان هناك ألقاباً واختصاصات للكهنوت ليست للكل.. “إن الكهنوت الذي سيمنح للمرتسم اليوم ليس الكهنوت الخاص به، بل هو كهنوت الكنيسة التي سيعمل من خلالها. لذلك سيكون لزاما عليه أن يحب الكنيسة كما هي تمامًا، في الاوقات الجميلة والصعبة على حد سواء، لأننا من خلال الكنيسة، نجد المسيح والخلاص. كما على المرتسم أيضًا أن يزرع حب الكنيسة في قلوب الآخرين، على الرغم من كافة الصعوبات التي قد يواجها في حياته. فحيث يوجد الإيمان، لا مكان للخوف.

تأسيس السر: أسسه يسوع المسيح عندما أعطى لرسله السلطة على حل الخطايا ومسكها ، وعلى التعليم والتبشير. في بداية خدمة الرب يسوع أختار الرب التلاميذ ودعاهم للخدمة، “وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ، وَاخْتَارَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَيْضًا رُسُلاً”(لو6: 13).

“وَبَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضًا، وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعًا أَنْ يَأْتِيَ. فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ. اِذْهَبُوا!…….”(لو 10: 12،1)، وقال لهم “لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي، لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ، لِكَيْ يُعْطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ بِاسْمِي” “بِهذَا أُوصِيكُمْ حَتَّى تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا”(يو 15: 16،15 ،17).

معني كلمة كاهن خادم الرب وكلمة كاهن مشتقه من الكلمة العبرية “كوهين” أي المنبئ بأمر الرب والكاهن له منزله روحية واجتماعية وهو مؤتمن على كنيسة المسيح وبتقديم الذبيحة إلى الله خبز وخمر خلال سر الإفخارستيا والى انقضاء الدهر. درجات الكهنوت المسيحي: الأسقفية، الكهنة، الشمامسة. وكما كان اللاويين مساعدين للكهنة في خدمتهم هكذا هو دور الشمامسة، الرب في العهد الجديد لم يلغى الكهنوت أي تقديم ذبائح بل تغير شكل الذبائح، من دموية إلى ذبيحة على شكل خبز وخمر، وأُخِذَ الكهنوت من (الكرامين اليهود) وأعطِى لكرامين جدد. ونجد في رسالة العبرانيين مقارنة تظهر سمو الكهنوت المسيحي كهنوت المسيح الوسيط والشفيع الأبدي لكنيسته “أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ”(مز 110: 4)، لذلك فالكهنوت رمزًا المسيح الذي يأتي في كل الازمة.

https://www.youtube.com/watch?v=AVEMaRzADYE هذا الرابط يوضح مسيرة الاب فراس غازي قي هولندا.

الكهنوت في الكنيسة:“اِحْتَرِزُوا إِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.” (أع 20: 28).

هكذا كانت وصايا الرسل والتلاميذ الى رعيتهم ليؤكدوا على مدي احترامهم للكهنوت، والرسول بولس لتلميذه تيموثاوس نجد مدي عظمة مسؤولية الأسقف، “صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: إِنِ ابْتَغَى أَحَدٌ الأُسْقُفِيَّةَ، فَيَشْتَهِي عَمَلًا صَالِحًا. فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، صَاحِيًا، عَاقِلًا، مُحْتَشِمًا، مُضِيفًا لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحًا لِلتَّعْلِيمِ، غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، بَلْ حَلِيمًا، غَيْرَ مُخَاصِمٍ، وَلاَ مُحِبٍّ لِلْمَالِ، يُدَبِّرُ بَيْتَهُ حَسَنًا، لَهُ أَوْلاَدٌ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ وَقَارٍ. وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْرِفُ أَنْ يُدَبِّرَ بَيْتَهُ، فَكَيْفَ يَعْتَنِي بِكَنِيسَةِ اللهِ؟ غَيْرَ حَدِيثِ الإِيمَانِ لِئَلاَّ يَتَصَلَّفَ فَيَسْقُطَ فِي دَيْنُونَةِ إِبْلِيسَ” (1 تي 3: 6،1).

و يجب ايضا ان تكون له شهادة حسنة من الذين هم من خارج لئلا يسقط في تعيير و فخ إبليس ويوصي الرسول بولس تلميذه تيموثاوس قائلا، “أَوْصِ بِهذَا وَعَلِّمْ، لاَ يَسْتَهِنْ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ، بَلْ كُنْ قُدْوَةً لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْكَلاَمِ، فِي التَّصَرُّفِ، فِي الْمَحَبَّةِ، فِي الرُّوحِ، فِي الإِيمَانِ، فِي الطَّهَارَةِ…….”(1 تي 4: 11، 12 ،17).

وعن احتمال الألم في الخدمة ينصحه في الرسالة الثانية قائلا، “اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ، وَأَمَّا أَنْتَ فَاصْحُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. احْتَمِلِ الْمَشَقَّاتِ. اعْمَلْ عَمَلَ الْمُبَشِّرِ. تَمِّمْ خِدْمَتَكَ.” (2 تي 4: 5،2)، وفي رسالته إلى تيطس يقول الرسول بولس عن الاسقفيه ” لأنه يجب ان يكون الأسقف بلا لوم كوكيل الله غير معجب بنفسه ولا غضوب.

وفي إشارة إلى قول المسيح لتلاميذه “لنعبرَ إلى الشاطئِ المقابل” فالكاهن الجديد عليه ان يفهم رمزية المحتوى بأن يترك أرضه وحياته واستقراره، ليبدأ حياة مختلفة في “الجهة المقابلة”، “وفي هذه الجهة الجديدة الأخرى لن يكونَ وحيدًا، لأن المسيح حاضر معه. لذا، عليه أن يكون شفافًا في تعامله مع الآخرين، فيلاحظ الآخرون حضور المسيح في حياتهم. اتخاذ المسيح كما هو رفيقًا للحياة.

وادناه السيرة الذاتية والعلمية للاب المبارك فراس غازي يوسف….. .

تولد 1973 ….. التحق بمعهد النفط في بغداد وتخرج منه بدرجة امتياز عالي…… التحق بالمعهد الكهنوتي عام .1995

أكمل دراسته في اللاهوت الجاستير في الروحانيات وتحصل على البكالوريوس من الكلية الاوربانية روما / إيطاليا…… ارتسم كاهنا في أكتوبر 2001 في الكلية الاوربانية / ايطاليا

الكنائس التي خدم فيها قبل الحضور الى هولندا، عمل مرشدا روحيا في الدير الكهنوتي ….. خوري لرعية كنيسة ام المعونة / بغداد 2003

تاريخ مباشرة العمل الروحي والرعوي في هولندا ……منذ حزيران 2004 خوري لرعية مار توما الرسول الكلدانية / هولندا

الدراسات العليا شهادة الماجستير – تحصل على درجة الماجستير في علم النفس السريري ( Master Clinical Psychology ) من جامعة ( Leiden University ) وذلك بتاريخ 22 – 01 – 2020 .

وختاما أقول الكهنة يمثلون الشعب المسيحي كله، فكل مسيحي هو كاهن بالمفهوم العام (يقدم ذبائح التسبيح والاستحقاق… إلخ.)، “هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا! مِثْلُ الدُّهْنِ الطَّيِّبِ عَلَى الرَّأْسِ، النَّازِلِ عَلَى اللِّحْيَةِ، لِحْيَةِ هَارُونَ، النَّازِلِ إِلَى طَرَفِ ثِيَابِهِ. مِثْلُ نَدَى حَرْمُونَ النَّازِلِ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ. لأَنَّهُ هُنَاكَ أَمَرَ الرَّبُّ بِالْبَرَكَةِ، حَيَاةٍ إِلَى الأَبَدِ”(مز 133) (المسيح هو الرأس) ثم ينزل على اللحية والقميص (الكنيسة). إشارة للاتحاد لحلول الروح القدس على جسد المسيح والكنيسة، ولندعو الى الاب القدير ونطلب اليه نجاح الدعوة الكهنوتية لكنيسة الكلدان في هولندا والى الشباب الكلدان التفاعل مع هذه الدعوة ونجاحها…. .

بارك يا رب حياة النعمة التي تحصل عليها الاب الفاضل فراس غازي يوسف بنيله لبركة الكهنوت….. ونحن نحتفل بهذه المناسبة المباركة أتقدم لكم بوافر المحبة عني وعن جميع من يبادلكم اياها ونبارك جهودكم في خدمة الكنيسة والمؤمنين …….الى الرب نطلب

د. طلال كيلانو

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …