في كلّ عام نحتفل وفي يوم 25 كانون الأول، إذ تقرع أجراس الكنائس معلنة فرحة الميلاد، وتُشعّ أضواؤها، ويجتمع المصلّون يرنّمون تسابيح الفرح بالميلاد، وتُضاء أشجار العيد تتلألأ زينتها، وتجتمع العائلات للاحتفال بذكرى الميلاد المجيد، بذلك الطفل الفريد الذي لم يكن قبله، ولن يأتي بعده طفل يحمل المحبة والسلام والفرح ورسالة الخلاص للعالم أجمع
يجب علينا هذه السنة وهذا الموسم الميلادي أن نبتهل قبل
أن نحتفل لكي تكون أيام احتفالنا بالميلاد صلاة و توبة واستغفارا لينهضنا الرب من كبوتنا ويغفر لنا شر معاصينا، ولكي يسكب بلسم تعازيه على جسد بشريتنا الجريح، ليعود القلب البشري يضخ دمًا طاهرًا في عروقنا ويعود الإنسان إلى إنسانيته في شرقنا والعالم اجمع
ان ميلاد السيد المسيح هو ميلاد وتجسد المحبة التي تربطنا كأبناء وبنات إبراهيم
وميلاد السيد المسيح هو ميلاد الأمل، الحب، الوفاء والتجديد
وهو ميلاد السلام الحقيقي
ان ميلاد السيد المسيح هو أنشودة حب لا بداية لها ولا نهاية، وقد أعلنت عنه الملائكة مرنمة “المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة
ان ميلاد السيد المسيح هو التواضع والتفاني، فالكلمة صار جسدا وحل بيننا، أي انه قريب من شعبه وخليقته، وفي بيوتنا وأزقتنا قرانا ومدننا فجاء لكي يخدمنا ويزرع المصالحة في قلوبنا. كما كتب عنه رسول الأمم بولس ” إن الله كان بالمسيح مصالحا العالم لنفسه ” فالعظيم العظيم هو من تواضع على قدر سموه وارتفاعه فمسيحنا عظيم لأنه متواضع
ان الميلاد هو استئصال الخبث و البغض والحسد والعنف، وإن كان بين البغض والحب حرب، فلا تخافوا حتى وان صلبت المحبة وطعنت وقتلت فسوف تقوم حتما منتصرة ليعود المهد حياة دائمة، والموسم موسم فرح والمشهد مشهد سلام ووئام . فلا هدنة بعد اليوم ولا مساومة بين الحياة والموت، النور والظلام، الحق والباطل، لان السيد المسيح بتجسده وميلاده صار إنسانا ليجعل الإنسان حرا
ان صلاتنا لهذه السنة أن يكون هذا الموسم الميلادي موسم ابتهالات قبل الاحتفالات وان نعيش مبادئ الميلاد بحياتنا وتصرفاتنا، ليصبح الميلاد حبا وصبرا ومغفرة وعطاء وأنشودة حب ليست مطبوعة على ورق او مرنمة بشفاهنا بل منقوشة في قلوبنا ونفوسنا فنكون إيقونة حية مقروءة وملموسة. إن فعلنا هذا، ستعود بهجة العيد وفرح الميلاد إلى ربوعنا وعالمنا
ان ميلاد المسيح هو ميلاد المحبة والسلام وقد حمل ايضا الفرح والبهجه للانسان وكما نظر الرعاة الملائكه تشدوا ففرحوا وكما رأى المجوس نجم المشرق وتبعوه الى ان جاءوا لهذا المولود فسجدوا له وقدموا له هدايهم بفرح كبير هكذا كل نفس تتعرف على هذا الاله العظيم تعرف ايضا طعم ان الفرح والبهجه . الحقيقة ان فرح يملاء القلب والنفس ومهما كانت الظروف والمتاعب والضيقات فرح حقيقي وليس فرح عالمي وقتي زائل فرح بلقاء السيد المسيح والبقاء معه والتمتع به شعر به التلاميد وفرحوا اذ رأور الرب
اجعل يارب زمن مجيئك زمن التوبه فنولد معك من جديد ويصبح هذا العيد خطوة اضافية نحو القداسة نحياها بصمت تاملك وبحبك من خلال محبتنا لبعضنا البعض
م – اسماعيل ميرزا