ثمين هو الصوم الطاهر أمام الله وكنز فى السماء وسلاح أمام الشرير وترس نقاتل به سهام العدو

ان الصوم هو عودة الخاطئ الى الحب والرحمة الالهية، هو الرجوع الى أحضان الآب والتوبة وطلب المسامحة والغفران فالذي يصوم عن الغذاء وقلبه لايصوم عن الشر ولسانه ينطق بالاباطيل فصومه باطل لان صوم اللسان افضل من صوم الفم وصوم القلب افضل من الاثنين والصوم لا يتوقف فقط على فعل التجرد والإمتناع عن تناول الطعام والشراب بل يذهب أبعد من ذلك، لأن المراد في الصوم هو تقوية العلاقة مع الله، اي تهيئة للقلب كي يسكنه الله.
اقرن صومك بتدريب حواسك لتصوم عن الخطيئة والشر فى مواقف معينة كالغضب والادانة والشهوة ..الخ
وتدرب على ترك خطيئة معينة من الخطايا التي تسيطر عليك والتي تتكرر في كثير من اعترافاتك ، أو التركيز على نقطة الضعف أو الخطيئة المحبوبة على تركها أثناء الصوم .
اهتم مع الصوم بالإكثار من الصلاة وقراءة الكتاب المقدس والتناول وعمل الخير والصدقة .
ان حياة الصوم هى منهج حياة يتصف بأماته الذات والزهد فى الطعام والمقتنيات وسلوك يتسم بالانضباط والتدقيق وليس فى اوقات الاصوام فقط .
نصيحة للقديس نيلس حيث قال (أعتبر الصوم حصناً والصلاة سلاحاً والدموع غسيلاً ، وداوم على تلاوة المزامير لأن ذكرها يطرد الشياطين) وكذالك لاتجعل للأفكار الشريرة مكان في ذهنك سواء في اوقات الصوم أو في غير اوقات الصوم كما ان الصلوات المستمرة اثناء الصوم تقوي بداخلنا الايمان والمحبة والمسامحة والغفران وتبعد عنا كل اعمال الشرير فحينما تجد فكرًا شريرًا يقترب منك أطلب من الله مباشرة أن يبعد عنك هذا الفكر وحاول الانشغال بأمر مفيد آخر أو حول فكرك إلى أمر إيجابي يخص حياتك الروحية أو الدراسية او العملية
ولمن يحدد لنفسه تدريب روحي في بداية الصوم ولكنه لا يستطيع تنفيذه نقول له جاهد ولا تيأس وأعلم أن الصوم فترة حروب روحية وهي أيضًا فترة انتصار وأعلم أن الشيطان عندما يرى صومك وتوبتك يحسد عملك الروحي فيحاربك ليفقدك ثمرة عملك وكما يقول( يشوع ابن سيراخ ) يا ابني إن تقدمت لخدمة ربك هيئ نفسك لجميع المتاعب ولذلك ابدأ تدريبك من جديد .

ان التوبة من أهم التدريبات التى ندرب أنفسنا عليها فى الصوم المقدس ومع أن التوبة هى تدريب دائم طوال أيام السنة إلا أن الكنيسة تجدد توبة الإنسان فى أيام الصوم مهم جدا .
ان السيد المسيح قال عن الصوم متى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين ..وأما أنت فمتى صمت فادهن راسك واغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائما.. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية (مت6: 16) وقال القديس يوحنا ذهبى الفم لا تقل أنى صائم صوما نظيفا وأنت متسخ بكل الذنوب ولا تصم بالماء والملح وأنت تأكل لحوم الناس بالمذمة والإدانة ومن يصم لا يدين غير الصائمين لأنه لا يعرف ظروفهم وقد رفض الرب صوم الفريسى وقبل صوم العشار المتواضع القلب واللسان.

ان الصوم الكبير هو موسم التوبة وتجديد العهود هو موسم العودة إلى أحضان المسيح وتظل الكنيسة طول الصوم تبرز لنا نماذج رائعة للتوبة: الابن الضال، السامرية، المخلّع، المولود أعمى…إلخ
واخيرا لاتصم بالخبز والملح وانت تاكل لحوم الناس بالدينونة والمذمة ولاتقل انك صائم بينما انت مستبعد لكل الذنوب ولاتفتخر بانك صائم وانت لاتضبط لسانك لان الذي يصوم جسده عن الغذاء ولايصوم قلبه عن الحسد والكذب والنميمه والشر وغيرها من اعمال الشيطان اي الاعمال التي لاترضي الله يكون صومه باطل ودينوتته اكبر.

وقال بابا فرنسيس ان الصوم الحقيقي هو تكريس الذات وتطهير الجسد مما لصق عليه من غبار الخطيئة وهو وقفة تأمل بما مضى ووعد بان يكون المستقبل افضل. بهذا الصوم نعد الله ان نطيع وصاياه ونعمل بقدر ما نستطيع مرضاته في كل يوم وكل حين وليس خلال وقت محدد من السنة. الصوم هو نقطة تحول وليس فريضة عذاب جسدي او نفسي.الصوم هو كبت جموح اللسان والفكر والعقل المدمر الذي يأمرنا بان نرتكب المعصية. الصوم هو عدم التكلم بالسوء او انتقاد الأخرين. لنقف وننتقد ذاتنا وننظر الى الخشبة التي في اعيننا ونحاول ان نزيلها قبل ان ننظر الى القشة التي في عيون الآخرين وننتقدها. الصوم هو ان نبدأ حياة جديدة جاعلين الرب يسوع هدفنا ومثالنا الوحيد فنسير على درب المحبة والرحمة والتواضع والعطاء والتضحية والتسامح والسلام عندها فقط نكون صائمين ليس لبعض الوقت انما في كل حين. اعطنا يا رب ان نصوم عن الشر لا الاكل وعن الخطيئة لا الشرب، بقناعة لا عن خوف. زدنا ايماناً بشخصك واجعلنا دائما بالقرب منك حتى يكون صيامنا مباركاً ولك المجد إلى الأبد.امين

م – اسماعيل ميرزا

عن اسماعيل ميرزا

شاهد أيضاً

يوحنا المعمدان السابق ومعموديّته

يوحنا بن زكريا قبل أن يولد من امرأة كانت أمه إلى ذلك الوقت عاقراً تكرّس …