ان العثرة هى أن يتسبب إنسان في إسقاط غيره وقد تكون العثرة بقصد أي أن يتعمد الإنسان ويقصد أن يسقط غيره وهذه عقوبتها أخطر من حالة الإنسان الذي يعثر أحدا بغير قصد
ان العثرات هي ما تقف فى طريق الانسان وتجعله يسقط أما فى الطريق الروحى فهى كل ما يقف امام الانسان فى انطلاقه نحو السماء، نحو الروحانية والالتصاق بالله. وقد تأخذ العثرة اشكالاً متنوعة فتارة تأتى من داخل الانسان مثل الشكوك والكبرياء وضعف الايمان وغيرها من امراض الروح أو من خارج الانسان كما يحدث فى كل اشكال الاضطهادات على اختلاف درجاتها سواء كانت بالتهديد المباشر بالموت او التضييق على الأقوات والأرزاق والتهميش والحط من الإنسانية او عن طريق الاغراءات المختلفة كما كان يفعل ولاة العالم ولازالوا مع ابناء المسيح المتمسكين بإيمانهم اي اعطيك هذه جميعها ان خررت و سجدت لى” (مت 4 : 9 ). و على قدر ما يكون الانسان متمسكاً بحبل النجاة فى شخص المسيح على قدر ما تواتيه القوة والمعونة التى ترفعه فوق كل هذه جميعاً
كما ان العثرة هي كل ما يسقطك من الخارج، أو كل ما يجلب لك فكرًا خاطئًا، أو شعورًا خاطئًا، أو شهوة خاطئة. وقد تأتي العثرات من السمع أو النظر أو القراءة أو من باقي الحواس. فعليك أن تبتعد بقدر إمكانك عن العثرات، كما يجب أنك أنت لا تكون عثرة لغيرك وقد يوجد من يعثرك ويسقطك. ثم يفلت هو، وتضيع أنت: وقد يمكنه هو أن يتوب، وتجد أنت صعوبة في التوبة! لذلك احرص بكل قوتك وبكل عمل النعمة فيك، أن تبعد عن العثرة، وتهرب بذلك من كل حرب خارجية على قدر طاقتك وان تتمسك بالايمان وإن العثرة بصفة عامة خطيرة على المؤمنين فأخطر منها حينما يأتى الداء ممن يفترض فيهم انهم مصدر الدواء أي أن تكون العثرة من أخلص المحبين ومن اقرب المقربين فلذالك اذا كان اساس بيتك هو الكتاب المقدس فاعلم بانك تبني على اساس سليم
ان العثرات تاتي من سهام العدو الملتهبة ومن الحواس الخمسة والضعف البشري ومن الشيطان ومن اصدقاء السوء والاظطهادات ومن سلوك الانسان ومن كلام الشرير وغيرها لذلك احترس من أن تظن الهروب ضعفا فليس من الحكمة أن يكون الإنسان بقوته ويعرض نفسه للتجارب ويدخل نفسه في حروب ربما تتعبه. إذن لا تصف الابتعاد عن العثرات بأنه ضعف بل انه قوة في الايمان المهم أن تبعد عن الحرب الخارجية مهما كان الثمن ، ولا تقع فيها بإرادتك وان تصلي كل يوم قائلاً : لا تدخلنا في التجارب لكن نجنا من الشرير ( مت5 : 13 )
وفي مت 18: 7
وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ! فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ
إن الإيمان القوي فى قدرة الله وحمايته ورعايته لنا هو ترس يصد سهام العدو وسهام الخوف والشك والعثرات التى يوجها إبليس لإضعاف إيماننا حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة (اف6: 16) ويكون لنا إيمان أننا متنصرون على إبليس فهو عدو مهزوم (اصحوا واسهروا لان إبليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو فقاوموه راسخين في الإيمان (1بط5: 8)
واخيرا نصلي من أجل الكنيسة رعاة ورعية والمومنين لتعيش كنيستنا بمؤمنيها مفاعيل المحبة بعيدة عن الخوف وليقدس الرب كل المؤمنين به ليكونوا ابناء القيامة والفرح والسلام ونحيا على رجاء حياة الدهر الأتي
وكذالك سلم لله كل امورك الجسدية والروحية وضع ثقتك الكاملة فيه ، واعتمد على الله فى كل شيء ، فهو فيه الكفاية ان يدبر كل امورك
واخيرا قال يسوع لتلاميذه في مت 7:18
وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ
امين
م – اسماعيل ميرزا