زرع محبة الوطن وقلع نظام الظلم عن العراق والعراقيين

لقاء غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم مع قناة الشرقية نيوز# في برنامج بالثلاثة يوم 21 نيسان 2023.

+ المقدمة:

خلال هذا القاء جمع غبطتهُ مع ثلاثة من مقدمي برنامج الثلاثة، وكانت بداية اللقاء كلمة ترحيبية من مقدمي البرنامج بغبطة البطريرك، كما أشادة غبطتهُ بمسيرة وبرامج قناة الشرقية على مدى سنوات عملها الأعلامي والتلفزيوني وجهودها بتغطية الأخبار والنشاطات واللقاءات بما يخص كافة محافظات ومشاركة كل أبناء الشعب العراقي بأفراحهم وأعيادهم  وكافة المناسبات الدينية والوطنية بدون تفرقة وتميز من خلال برامجهم المعدة بشكل متميز.

+ نبذة مختصر عن حياة غبطة البطريرك:

بعد ذلك قدم غبطته نبذة مختصرة عن حياتهُ شخصية منذ ولادتهُ ونشأتهُ ودراسته العلمية والكهنوتية في العراق، روما وفرنسا، والشهادات التي حصل عليها، والكنائس التي خدم فيها والمناصب الأدارية والكنسية والرعوية في العالم، وكيف تم أنتخابهُ بطريرك للكلدان في العراق والعالم.

+ أوضاع العراق:

خلال هذا اللقاء طرحوا مقدمي البرنامج الثلاثة أسئلة كثيرة ومتنوعة على غبطتهُ، ومنها عن أوضاع الشعب الكلدان والمسيحيين بصورة خاصة والعراقيين بصورة عامة، وسياسية العراق الداخلية والخارجية التي يعيشها العراق منذ سقوط النظام وحتى يومنا هذا. وقد أجب غبطتهُ على كل أسئلتهم بكل شفافية ومصداقية، وأسلوبه الهادى بالرد بحقائق الوضع بكل وضوح ولكن أهم ما جاء في اللقاء، بالذات الظلم والقهر والأرهاب الذي عاشهُ الشعب العراقي من فساد أداري ومالي وتسلط بعض الأحزاب والميشيات على مؤسسات الدولة وسرقة أموال المال العام بشكل عام.

+ كيفية الحفاظ على الهوية الوطنية:

وأكد غبطتهُ عن كيفية الأحتفاظ على الهوية الوطنية العراقية بعيداً عن التسميات الدينية والطائفية والحزبية والعرقية والعشائرية بعيداً وغيرها من المسميات، وبعض التسميات هي في موقع أحترام وتقدير تعيش وتعمل تحت خيمة العراق الواحد بأسم الوطنية، لأن جميع الشعب العراقي يحملون السمة العراقية، حتى لا يوجد في العراق الحديث الفرق بين مواطن من درجة أولى ومواطن من درجة ثانية، ودرجات أخرى والكل يحملون أسم العراق وعراقيتهم بشرف وعزة وقيمة أنسانية واحدة يحكمهُ القانون والدستور والمواطنة لكي يتساوى الجميع بالحقوق والواجبات والتعايش السلمي لصالح الوطن وبناءه، بعد أن قضاء عشرين عام من السقوط.

+ أجحاف وتهميش البعض:

وتطرق غبطتهُ حول أجحاف بعض الأساتذة والعلماء والأكاديمين العراقيين المسيحيين والصائبة والزيديين وغيرهم من أبناء الشعب العراقيين نساء ورجال لأنهم لم ينتمون الى أحدى الأحزاب التي لها نفوذ وسلطة، وأقصائهم من مناصبهم، ليتمكنوا من فبركة حكايات وقصص غير حقيقية لكي يتعن عضو من تلك الأحزاب لغرض السيطرة على منصب أداري في بعض الوزارات والمؤسسات لنهب وسرقة أموال الشعب الدولة لخدمة أحزابهم ومرجعياتهم.

+ دور الكنيسة في العراق:

وأشاد غبطته عن دور الكنيسة في العراق لما قدمتهُ من مساعدات ومعونات مادية ومعنوية وقد وفرة الغذاء والدواء والمسلتزمات الضرورية على مدى السنوات الماضية بدون تفرقة بين مسيحي ومسلم وأخر عراقي من الديانات والمعتقدات الأخرى، وكانت الكنيسة تنظر للجميع بنظرة واحدة أولاً أنسانية وثايناً لأنهم كلهم عراقيين، وبالذات بالفترة العصيبة والمظلمة في قتال العراقيين من قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي بطرد فلول داعش الأرهابية، وبعد تحرير المناطق المحررة من فلول داعش، قامت الكنيسة في بناء البيوت الجاهزة المدارس والمستشفيات والمخيمات وزيارة الأباء الكهنة حيثوا قاموا بجمع التبرعات والمعونات والمساعدات من أبناء الكنائس بالتنظيم والتنسيق مع جمعية أخوية المحبة الدولية وهي أخوية عراقية. وكانت لغبطتهُ زيارات ميدانية الى مدن بزيبز والفلوجة والناصرية وأخرى.

+ الوضع الصحي والتعليمي:

وتطرق غبطتهُ عن الوضع الصحي والتعليمي والثقافي، وقال: في السابق كانوا الطلابة يأتون من دول أخرى ليدرسوا في جامعات العراق لكي يحصلوا على شهادتها العلمية الرصينة، وبعد السقوط زادة نسبة الشهادات المزوة في العراق والأخرى جلبها من جامعات غير رصينة، خلال هذه السنوات التي مضت زادة أعداد الأمية بشكل كبير.

وأما الوضع الصحي كان علمي ومهني وأكاديمي متميز لوجود الأطباء والكوادر الطبية المتخصصة التي تحمل شهادات طبيبة عالمية من جامعات ومعاهد رصينة في مجالات عديدة، وكان لدينا في العراق مستشفيات متخصصة لتعالج وتجري العمليات الجراحية لكافة الأمراض، وكان المرضى من دول يأتون للعلاج وأجراء العمليات في مستشفيات العراق. اليوم كافة كوادرنا الطبية هاجرت خارج العراق ومنهم في لندن ودولة أخرى.

+ دور المراة العراقية:

كما أشادة غبطتهُ عن دور المراة العراقية بما قدمته من تضحيات، ويجب على الدولة فتح المجال والفرصة لتأخذ المراة دورها الريادي في مجالات الحياة المتنوعة لخدمة وبناء البلد مع الرجل، برغم ما تقدمه من عطاء وسخاء بعناية بيتها وتربية أطفالها ومجتمعها العائلي وداخل المجتمع العراقي في العمل في مؤسسات الدول ومنظمات المجتمع المدني.

+ زيارة قداسة البابا التاريخية:

وتطرق غبطتهُ عن زيارة قداسة البابا فرنسيس العراق، حيث كانت تلك الزيارة التاريخية في ظروف كان يعيش فيها العراق ظروف صعبة، وبرغم من معارضة البعض لكن قداستهُ أصر على زيارة الى العراق، وكانت زيارة قداسته قد فتحت أبواب وأنظار دول العالم نحو العراق بنظرة أيجابية واضحة، وكان أستقباله في بغداد السيد برهم صالح ريئس الجمهورية والسيد مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء، ولقاءه مع المرجعية الشيعية السيد علي السستاني في النجف الأشرف والمرجعيات الدينية الأخرى والشعب العراقي بصورة عامة والمسيحيين بصورة خاصة، وأيضاً تطرق عن لقاء قداستهُ مع شيخ الأزهر السيد احمد الطيب من أجل لأحلال قيم السلام والتعايش المشترك وقبول الأخر. وهذا يأتي لبناء الثقة والمحبة والعيش والتعايش المشتركة بين الناس على مبادئ الأخوة الأنسانية في العالم المبنية على الأيمان باللّـه، لأن اللّـه محبة ورحمة للجميع.

+ حرية العقيد والدين:

وأشار غبطتهُ على حرية المعتقد والدين، لآنها هي حرية شخصية بينهُ وبين ربه، واللّـه يدين الأنسان على حرية  تدينهُ وأن رجل الدين ليس هو الديان بل اللّـه هو الديان الوحيد، واللّـه لا يفضل أحد على الأخر لآننا كلنا أبناء ونحن أخوة بالأنسانية، وأن الردة عن الدين هو القتل. وتطرق أيضاً حول زواج القاصرين من البنات والأولاد وأسلمتهن، هل العراق يعيش في العصور الجاهلية؟ وتطرق عن موضوع أخر حول غلق محلات المشروبات الروحية، وقال: ما هو الفرق بين السكر والتناول القليل من المشروب، ومحلات المشروبات الروحية متواجدة في كثير من الدولة العربية والأسلامية، في العراق، وقد منعوا ترويج المشروبات لكي يتمكنوا من تروج المخدرات لتدمير أجيال من الشباب، حتى وصل بيهم الأمر لقتل الأخ أخوه، والزوج زوجتهُ، ويجب أن ننظرة نظرة أيجابية وأحترام الحريات الشخصية ضمن أحترام القانون، والأحتفاط والألتزام بمبادئ الأخلاق الحميدة والأنسانية.

+ الأنتخابات والكوتا:

وأشار غبطتهُ الى الأنتخابات السابقة والقادمة وقال: وفي كل فترة أنتخابات يتغير قانون الأنتخابات حسب مصالح الأحزاب وليس لصالح العراق والعراقيين. يجب أن يكون الأنتخاب على أساس وطني أفضل من الكوتا، وكانت صادمة الأنتخابات السابقة حيث شارك 20% من الشعب و 80% لم يشاركوا، هذا هو مؤشر خطير ويجب يكون الأنتماء للعراق وليس الى الأحزاب التابعة لدول خارج الحدود، ويكون التصويت حسب الضمير، وليس بأسلوب الترغيب بالمال والأرهاب والأبتزاز وشراء الأصوات، يجب على المنتخب النائب من الشعب أن يعمل من أجل العراق وأن يخدم العراقيين وليس هو نائب لخدمة جهة حزبية أو شخصية، مهما كان المنتخب النائب أن كان مسيحي أو مسلم أو أي شخص أخر أن يكون وطني عراقي مناسب لهُ في الموقع والمركز ولهُ دراية وأختصاص وقيادي في مجال عملهُ، وليس من حاملي الشهادات المزورة.

+ تسمية الدولة:

وقال غبطتهُ أن تطبيق الدستور ضمن أجندة وطنية أنسانية لضمان حقوق العراقيين وأن وتطبق هذه الأجندة برؤية واضحة وبعقلية مخلصة وطنية لخدمة الجميع وبناء الأنسان والوطن ليكون لنا عراق مواحد واحد، وبعد مضي عشرين سنة. أما اليوم الدولة العراقية ليس لها شكل والسياسين يتلعبون بكلمات وخطابات بين الديمقراطية والأسلامية من أجل المال والنفوذ والسلطة، وأكد أن المال العام لكافة العراقيين وليس الى المرجعيات الدينية والسياسية والأحزاب والمليشات، حيث تحث المرجعية الدينية الصادقة الأمينة من مختلف الأديان الى الأخلاق الحميدة السامية العلية وتوفير العيش الكريم لكل الناس.

+ حقوق المسيحيين والأخرين:

قال غبطتهُ: نحن نطالب بالدفاع عن حقوق العراقيين، ولم يقتصر الأمر على حقوق المسيحيين والأخرين خارج العراق بعد هجرتهم الى بلدان أخرى والأستلاء على بيوتهم وممتلكاتهم من خلال تزوير السندات والعقود في دوائر التسجيل العقاري ونهب أموالهم، برغم من دخول بعض المرجعيات الدينية ومنها لجنة الصدر، وتدخل وزراة العدل، وعاد منها الا القليل من تلك الممتلكات والعقارات والأموال، وقال هذا واجب الدولة التي تحمي حقوق الشعب بدون تفرقة أو تميز.

+ تعداد المسيحيين في العراق:

أجاب غبطتهُ كيف نحصل على أحصاء عدد العراقيين أولاً قبل أحصاء المسيحيين في العراق أن لم يكن أحصاء عام للشعب العراقي كلهُ قبل وبعد السقوط. لآن قبل وبعد سقوط النظام تراجع عدد المسيحيين في العراق من جراء الأضطهاد القسرية والتهجري الداخل وهجرة العراقيين المسيحيين وغيرهم خارج العراق.

+ شكر وتقدير:

في ختام اللقاء قدموا مقدمي البرنامج شكرهم الى غبطة البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية على هذا اللقاء.

نتمنى للشعب العراقي الأبي وشعوب العالم دوام السلام والأستقرار والعيش الرغيد بأسم الأخوة الأنسانية والصالح العام بعيداً عن الحروب والنزاعات.

شامل يعقوب المختار

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

يوحنا المعمدان السابق ومعموديّته

يوحنا بن زكريا قبل أن يولد من امرأة كانت أمه إلى ذلك الوقت عاقراً تكرّس …