حِدْ عَنِ الشَّرِّ وَاصْنَعِ الْخَيْرَ اطْلُبِ السَّلاَمَةَ ، وَاسْعَ وَرَاءَهَا

الخير والشر خصمان لدودان عنيفان يعملا داخل الانسان وهما في صراع مستمر منذ دخل الشر ساحة الانسان
وكلٌ منهم يحاول التغلب على خصمه وبخاصة الخير من حيث كونه من صنع الله الذي القى بذرته في الانسان وتركها تنمو
وهناك عوامل اخرى تدفعه الى ترجيح كفة الشر على الخير في طليعتها (الاطماع الدنيوية) التي يخلقها حب الذات، وهو مرض فتاك لا يبقي من الخير شيئاً ولا بذرة، واذا ما استشرى هذا الداء على الانسان لم يعد يرى سوى نفسه او يفكر الا بنفسه ولها فقط كل شيء
ان الخلق السامي النبيل الذي يريده الرب لنا أنه يريدنا أن نكره الشر وليس الأشرار نكره الخطأ وليس الخطأة او ليس من يخطئ فالمخطئون هم مجرد ضحايا للفهم الخاطئ أو الشيطان ، فعلينا أن نحبهم ونصلي لأجلهم ، لكي يتركوا ما هم فيه اما كيف ننفذ ذلك ، فيكون اما ان
لا نحمل في قلبنا كراهية لأحد مهما أخطأ إلينا فالقلب الذي يسكنه الحب ، لا يجوز أن تسكنه الكراهية أيضاً
ولا نفرح مطلقاً بأي سوء يصيب من يسئ إلينا وكما يقول الكتاب: ” المحبة لا تفرح بالأثم “( 1كو 13: 6) بل نحزن أن أصاب عدونا ضرر
علينا أن نرد الكراهية بالحب وبالأحسان فنغير بذلك مشاعر المسيء إلينا وكما قال القديس يوحنا ذهبي الفم : هناك طريق تتخلص بها من عدوك ، وهي أن تحول ذلك العدو إلى صديق
لذلك إن كنت مازلت مخدوعا بقوة الشر ومازلت تتسلح بالشر فتتوهم الانتصار، إعلم أن النهاية الفعلية للتسلح بالشر هي الفشل والهزيمة. لكن إن فتح الرب عينيك على نعمة المسيح المخلص واتحدث بشخص المسيح، فستكتشف قوة البر والقداسة والوداعة في كل معارك الحياة، وستختبر قوة الانتصار الحقيقي حتى وسط صرخات الأشرار الذين يتوهمون انتصار الشر، وستختبر يوما فيوم لا يغلبنَّك الشرُّ بل اغلب الشرَّ بالخير . ان
الإنسان الذي يستخدم العنف هو إنسان لا يستحق أن يكون مسيحيا بل تكون نتيجة عنفه؛ أذيته هو أكثر مما يستطيع أن يؤذى غيره. فالعنف لا يعطيه نصرة أو مجد كما يتصور إنما يسبب له أذية أكثر مما يتوقع. فوصايا السيد المسيح ليست لتقييدنا كما يعتقد البعض، أو يقول أن الوصية صعبة. لكن الحقيقة أن السيد المسيح يسعى لأجل منفعتنا، لأنك إن فعلت ذلك ينجيك من الشر الذي يمكن أن يؤذى روحك
فلا نقاوم الشر بالشر ولنحتمل ولنترك الله يتصرف فهو يرى ويعرف ويلاحظ كل شىء وهوالضابط لكل شىء والكل تحت سلطانه وقوته وهو فيه الكفايه ليحكم للمظلومين وللمضطهدين فهو لن يترك عصا الخطاه تستقر على نصيب الصديقين
أيها الاب السماوي، إملأنا بروحك القدّوس كي تكون لديّنا الثقة الكاملة بك وبعمل مشيئتك، ونبذ كل ما هو نقيض لها، وامنحنا القوّة في مقاومة الشر والتجارب والانتصار عليها ، واطلبوا السلامة  واسعوا ورائها فنبقى أبناء أمناء لك على مثال ابنك الذي كان امينا وهو مسمّرٌ على الصليب ونحيا بكل كلمة تخرج من فم الله
وبما ان السيد المسيح هو الخير الاعظم والصلاح الكلي، فان الشر لا يتجرأ ان يظهر حتى نفسه

وكما ورد في سفر المزامير حِدْ عَنِ الشَّرِّ، وَاصْنَعِ الْخَيْرَ. اطْلُبِ السَّلاَمَةَ، وَاسْعَ وَرَاءَهَا” (سفر المزامير 34: 14)                                                                         

                                                                                                      
د-بشرى بيوض

عن د. بشرى بيوض

شاهد أيضاً

يوحنا المعمدان السابق ومعموديّته

يوحنا بن زكريا قبل أن يولد من امرأة كانت أمه إلى ذلك الوقت عاقراً تكرّس …