هنا يرقد على رجاء القيامة “قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا هُوَ ٱلْقِيَامَةُ وَٱلْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى ٱلْأَبَدِ”: “وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجًا” (يو 11: 43)

 المقدمة والتمهيد:  

 “وَقَالَ: عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إِلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا” (أي 1: 21).

القراء الأعزاء لا تفوتوا فرصة قراءة هذا الموضوع، ولنتفق على وجود ابعاد معنوية وتعليمية واسعة لمعنى النص الكتابي الذي هو عنوان موضوع اليوم وسنحاول مع بعض الوصول الى فهم مشترك لمضامينه الأساسية كونه متداول في الأوساط الاجتماعية بشكل واسع جدا، عندها سنؤسس لمعرفة موضوعية لهذا التداول، لابد ان يكون هذا التعليم الكتابي والكثير منه دليل لتعزيز المحتوى المدرك فيه، حين قال الرب يسوع، “أَجَابَهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي”(يُو 7:‏16)، “وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ”(يو 14: 26).   

البعد الأول هنا يرقد …. الرُقاد: Here he lies…   

هو النَوْم العميق رقَدَ على (1) / رقَدَ عن الرُّقاد الأبديّ/ هنا يرُّقد الرقاد الأخير: الموت بمفهوم الرقاد استخدمه المسيح يسوع ليؤسس لنا مفهومي (الرجاء والقيامة) وليجيب الكتاب المقدس عن هذا التساؤل كما يلي: “قَالَ هذَا وَبَعْدَ ذلِكَ قَالَ لَهُمْ: لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. لكِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ، فَقَالَ تَلاَمِيذُهُ: يَا سَيِّدُ، إِنْ كَانَ قَدْ نَامَ فَهُوَ يُشْفَى، وَكَانَ يَسُوعُ يَقُولُ عَنْ مَوْتِهِ، وَهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ يَقُولُ عَنْ رُقَادِ النَّوْمِ” (يو 11: 13،11)، “لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ، وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ”(رو 14: 8)، “ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ، لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ، فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ”(1 تس 4:  15،14،13).                                                                                                                          

البعد الثاني هو الرجاء hopefulness

بمفهوم التمني والأمل، وما نقصده هو وثيقة العهد التي أعطاها الرب يسوع الينا. بيقين راسخ وواضح ومكون أساسي في حياة الأبرار…. ويجيب الكتاب المقدس عن هذا التساؤل: “لأَنَّنَا بِالرَّجَاءِ خَلَصْنَا. وَلكِنَّ الرَّجَاءَ الْمَنْظُورَ لَيْسَ رَجَاءً، لأَنَّ مَا يَنْظُرُهُ أَحَدٌ كَيْفَ يَرْجُوهُ أَيْضًا”(رو 8: 24). “لأَنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْ ثَوَابٍ، وَرَجَاؤُكَ لاَ يَخِيبُ”(أم 23: 18)، بدون الرجاء تفقد الحياة معناها، والأبرار الذين يضعون رجاؤهم في الله عوناً لن يخزوا أو يخيب رجاؤهم أبداً، ولديهم ثقة في حماية الله ومعونته، “مُبَارَكٌ ٱللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ ٱلْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مِنَ ٱلْأَمْوَات”  (1بُطْ 1:‏3)، “لأَنِّي عَرَفْتُ الأَفْكَارَ الَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلاَمٍ لاَ شَرّ، لأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً”(إر 29: 11).

البعد الثالث هو الموت والقيامة والحياة Death, resurrection and life

هذه المفاهيم الاجتماعية وحضورها المعاش في المسيحية تعد ذات أهمية، كونها تمثل جانب واسع من التعليم الكتابي الروحي- وما تمثله من بعد ايماني يترتب عليه التبشير والتفسير كمدرك عقلي وعملي وحقيقة ايمانية ويجيب بولس الرسول عن هذا التساؤل، “فَإِنَّهُ إِذِ ٱلْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ ٱلْأَمْوَاتِ”(1كُور 15:‏21)، “وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ”(1 كو 15: 22). “لأَنَّهُ لِهذَا مَاتَ الْمَسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ، لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ”(رو 14: 9)، “هكَذَا أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ”(1 كو 15: 42)، “وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِنًا فِيكُمْ، فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضًا بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُمْ”(رو 8: 11).

 ما هو الموت: 

 الذي يدركه عقل الانسان المحدود هو حالة توقف الكائن الحي نهائيًا عن أدا الوظائف الحيوية، الموت وهو حالة بالضد من الحياة للجسم الحي لا بزوال مادته التكوينية وعناصرها الكيميائية، بل بالوصول الى حالة فقدان القدرة الحسية والتعبير، والإدراك بشكل دائم، يرافقها توقف جميع وظائف الدماغ وتضرره، و توقف الدورة الدموية بشكل كلي، و بالتزامن الدائم، اذاً هو” انعدام الاستجابة “.

لمعرف كيفية الموت وما هي دواعيه؟ فعندما يموت البشر نقول؟ الموت واقعة اجتماعية كبيرة يسودها الحزن وظاهرة لا مفر منها بيننا – أما كيف يحدث ومتى يحدث فذلك له علامات (2) على جسامنا والكائنات الحية كل بحسب تكوينه؟ أذا علمنا ان الأجسام الحية تتكون من أجهزة تخصصية مترابطة فيما بينها، وتتعاون بنتائجها تعاوناً تكاملياً، ليستفيد الجسم الحي ويستجيب للمثرات الخارجية. وإذا تعطل أحد هذه الأجهزة، سيؤثر على تعطيل أجهزة أُخرى، فينهار تماسكه، فضلاً عن مغادرة النفس والروح المحركة له مما يؤدي الى الموت بأنواعه الطبيعي او المرضي او المفاجأة. Natural or sudden death                                                                                         

والدلالة اللغوية لمفهومي “النفس” و”الروح” تشير البحوث الى التقارب في بعض الوظائف ويشكلان الحبل السري المرتبط بمشيمة الحياة في هذا الكون وهما موهبة الله الخالق وقوة الحياة المرتبطة بنشاط الجسم في حالة حركة، والتعبير عن الأحاسيس لما حوله، وانعدام هذه المظاهر يأتي مفهوم نطلقه مجازاً ليس به “نفس ولا روح”، فالموت انعدام لكل ما تقدم بالمعنى……”النفس” لها وصف مادي نتداوله عن الأداء للنشاط اليومي والأدوار الاجتماعية التي نقوم بها، في المجتمع وتساعد هذه الأدوار على معرفة ما هو متوقع من الاداء في مختلف المجالات، فالصفات الشخصية: تعد سمات لصورة النفس، ومن أمثلة ذلك: “الكرم، التهور، القلق….. الخ.

” الروح ” مصطلح يحمل طابعاً دينياً وفلسفياً وثقافياً يختلف تحديده من قِبل رواد التعامل معه وبأشكال مختلفة فبحسب السائد في الكثير من المعتقدات حول العالم انه يرتبط بالإيمان بوجود الروح ويؤكدوا على كونها الأساس للإدراك والوعي والشعور عند الإنسان، فالبعض يرى النفس هي الروح والجسد مجتمعين ويرى البعض الآخر أن النفس لا تكون خالدة، ولكن الروح خالدة حتى بعد موت الجسد. “لِأَنْ مَنْ مِنَ ٱلنَّاسِ يَعْرِفُ أُمُورَ ٱلْإِنْسَانِ إِلَّا رُوحُ ٱلْإِنْسَانِ ٱلَّذِي فِيهِ؟ هَكَذَا أَيْضًا أُمُورُ ٱللهِ لَا يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلَّا رُوحُ ٱللهِ”(1كُور 2:‏11) “اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ”(رو 8: 16).

الروح تدخل الأجسام فتهب الحياة، وتمكن أجهزة الجسم في الداخل والخارج من الأداء الافتراضي لعملها الذي منحته موهبة الروح، والموت بحدوث الصدمة التي لا يحتملها الجسم والروح معاً، فيذهب الى الموت بخروج النفس والروح من جسم …… فالروح لها كينونة خاصة لدى جميع الكائنات الحية والانسان منها، قد تختلف في درجة رقيها الخلقي لكنها تعمل تحت نفس الشروط مع الاخرين المجاورين لها في الحياة وسناتي لاحقاً الى تفسير دور الروح في الجانب المعنوي الديني، “هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا: صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا” (1 كو 15: 45).                                                                                                              

كيف نفسر مفهوم الموت للأخرين حولنا:

يعد الموت حقيقة معقدة يصعب قبولها، وقد تصبح أكثر تعقيدا عندما نحاول شرحها للمحيطين بنا أن أكثر اللحظات إيلاما في الحياة هو فقدان أحد أفراد الأسرة، ولا يعد ذلك مؤلما بالنسبة للبالغين فقط بل لجميع من يحيط بهم، وتشير الدراسات حول هذا الموضوع أن فهم هذه الحقيقة يتغير وفقا للمراحل العمرية للمتلقين فعند الأطفال يحدث شعور بالغياب، لكن إمكانية دمج مفهوم الموت بهذا الغياب لا يكون قد تطور بعد لديهم.

 يحتاج الأطفال والمراهقين إلى معرفة ما يحدث للجسد عند الموت، تفسير ما يحدث للنفس والروح، بناء على المعتقدات الدينية والروحية والثقافية للعائلة. من الضروري تقديم وصف لكل شيء سيشاهدونه ويختبرونه لاحقاً وبالغين مسؤولين عن دعم هذه المرحلة العمرية أثناء أي طقوس تمارس فيها.

يقول الكتاب المقدس عن الموت:  

أنه إنفصال النفس بالموت الجسدي وهذا يؤيد محتوى الموت الذي يحدث نتيجة توقف منحة الله لموهبة الروح لمكونات الحركة والإنتاج في الجسم، واما الموت الروحي هو الانفصال الزمني للنفس عن الله بتأييدها للخطيئة، هذا يؤيد الوصف المادي لما يتداوله بعض البشر عن أداء النفس للنشاطات اليومية والأدوار الاجتماعية بالخطيئة، والكتاب المقدس يجيب عن حيرة الانسان بين أوامر النفس ومتطلباتها واوامر الروح واستحقاقاتها النفسية وهو دليل مادي وروحي اخر عن علاقة النفس بالجسد والروح بالنفس والجسد …هذه المتوالية للعلاقة الارتباطية بين النوع والمحتوى لردود الأفعال الناتجة عما وهبه الله للبشر بمنحهم الرجاء بالخلاص من خلال الأيمان بقيامة الرب يسوع المسيح الذي اختبر الموت الجسدي على الصليب “فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ”(مت 27: 50)، التي هي المحرك لديناميكية حياة  يسوع التي فقدها عندما اختار ان يعيدها الى الله وأن يموت بدلاً عنا كي نتمتع نحن بالخلاص والتحرر من عبودية الخطيئة، “وَلكِنَّ الَّذِي وُضِعَ قَلِيلًا عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلًا بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، مِنْ أَجْلِ أَلَمِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ”(عب 2: 9)، ثم أظهر المسيح سلطانه على الموت بقيامته من الأموات، “وَاذْهَبَا سَرِيعًا قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا”(مت 28: 7)، “وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ آمِينَ، وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ”(رؤ 1: 18)، إن الموت هو عدو مهزوم بفضل المسيح، “أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ”(1كور 15: 55)، “مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ أَفْدِيهِمْ. مِنَ الْمَوْتِ أُخَلِّصُهُمْ. أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ تَخْتَفِي النَّدَامَةُ عَنْ عَيْنَيَّ”(هو 13: 14).

الموت الروحي نتيجة الخطية، يجيب عنه الكتاب المقدس: “وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا” المعاني الدالة……

“لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا”(رو 6: 23)، فالعالم يخضع للموت لأن الجميع قد أخطأوا. “مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ”(رو 5: 12)، “وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ”(تك 2: 17)، حذر الله آدم أن عقوبة العصيان هي “مَوْتا تَمُوتُ” عندها اختبر الموت الروحي فوراً، مما جعله يختبئ، “وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ”(تك 3: 8)، “فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ آدَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَمَاتَ”(تك 5: 5)، وقد اختبر آدم الموت الجسدي، فإن الموت هو نهاية الفرصة المتاحة للخاطئ لقبول نعمة الله في الخلاص وعند غير المؤمنين، إن الوعد بقيامة المؤمنين من الموت هو حقيقي أذ يقال عن الموت أنه “رقاد” “هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ”(1 كو 15: 51).                                 

مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا: وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى ٱلْأَبَدِ”:”وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجًا (يو 11: 43). موت لعازر نموذج:

قيام لعازر معجزة تكشف لنا شخص السيد المسيح أنه واهب القيامة والحياة، وغالب الموت. إذ كان مزمعًا أن يسلم نفسه للموت وأراد تأكيد سلطانه عليه، إنها المعجزة الأخيرة التي سجلها القديس يوحنا، في شيءٍ من التفصيل واليكم أعزاءي القراء الكرام مقتطفات منها وسيجيب الكتاب المقدس عن جميع تساؤلاتكم عنها: 

1- دخل القرية فلاقته مرثا وصارت تعاتبه:

“فَقَالَتْ مَرْثَا لِيَسُوعَ: يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي، لكِنِّي الآنَ أَيْضًا أَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَطْلُبُ مِنَ اللهِ يُعْطِيكَ اللهُ إِيَّاهُ، قَالَ لَهَا يَسُوعُ: سَيَقُومُ أَخُوكِ”(يو 11: 23).

2- “قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ، فِي الْيَوْمِ الأَخِير(يو 11: 24).                                                          كأنه يقول لها: “أنتِ تقولين أن أخاك سيقوم في يوم الدينونة، “قَالَ لَهَا يَسُوعُ: سَيَقُومُ أَخُوكِ”(يو 11: 23).  فتح لها الرب باب الرجاء أمامها، وسند إيمانها وكشف لها عن شخصه أنه ليس مجرد إنسان، بل هو واهب الحياة والوجود، “قَالَتْ لَهُ: نَعَمْ يَا سَيِّدُ. أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، الآتِي إِلَى الْعَالَمِ”(يو 11: 27).

3-“فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ “بَكَى يَسُوعُ”. (يو 11: 35،33).  

4- “وَقَالَ: أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ قَالُوا لَهُ، يَا سَيِّدُ، تَعَالَ وَانْظُرْ”(يو 11: 34).

5- قَالَ يَسُوعُ ارْفَعُوا الْحَجَرَ قَالَتْ لَهُ مَرْثَا، أُخْتُ الْمَيْتِ: يَا سَيِّدُ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ”(يو 11: 39).

6- “قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ”(يو 11: 40).

7- “فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي”(يو 11: 41).

8- “وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي”(يو 11: 42).

9- “وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا”(يو 11: 43).                                                                     

10- “فَقَالَ الْيَهُودُ: انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ” (يو 11: 36).

11- “فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيل. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ”(يو 11: 44) ….. هكذا كل الأموات هم راقدون، الرب أقامه (لعازر) كمن ييقظ نائمًا على سريره. وقال: “أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي”، فقبل أن يقول شيئًا قال “أشكرك” وقوله: “لأنك سمعت لي، أظهر أن إرادة واحدة مع أبيه.

 الكنيسة كرمت الموتى:

مراسيم الجناز هي وسيلة لكي يتذكر الناس الأحياء أنهم ليسوا باقين هنا الى الأبد، ومع أن هذا الحدث هو مؤلم ومحزن لكن التعليم الكتابي يشجعنا ألا نحزن  ورجائنا بعد الموت سنذهب الى الرب.

تعاليم الكنيسة تدعوا الى الصلاة من أجل راحة الموتى من أجل خلاصهم. (تقام هذه الذبيحة الإلهية عن راحة نفس المرحوم) وتقام صلاة الجناز عنه وعن الحضور، ففي كتاب تعليم الرسل “ديدسكالية”(3) يعطي تعليمه لنا، عن الرسل بالقول: “أما أنتم فبموجب الإنجيل اجتمعوا في المقابر واقرأوا الكتب المقدسة وكملوا بلا تذمر خدمتكم وصلاتكم لله، قدموا الأفخارستيا اللذيذة في اجتماعاتكم ومقابركم. صلوا وقدموا الذبيحة بدون تردد من أجل الراقدين. فلنصلِ من أجل أخوتنا الذين رقدوا بالمسيح حتى يغفر الرب الرحوم لهم وعلى البشر وللنفس والروح التي ارتفعت اليه. “أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي”، “أشكرك”، “لأنك سمعت لي يوضح   ولكن أظهر أنه مالك إرادة واحدة مع أبيه.

الراحلون لا يحضرون جنازاتهم: 

الذي نحضر جنازته اليوم كان معنا وتعاملنا معه، وقد رحل ويرقد بجسده الترابي من اليوم وعلى رجاء القيامة كما قال الرب: “بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ”(تك 3: 19)، لأنك تراب وإلى تراب تعود فكيان الشخص الحقيقي هو في روحه ونفسه، هذا ما قاله الكتاب المقدس: “فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ”(لو 16: 22)، ولم يقل حملت روحه فعندما تفارق الإنسان يبقى الجسد هذه حقيقة الراحلين عنا بالموت مؤمنين كانوا أم خطأة، الصناديق التي صنعنا لهم والقبور التي بنينا، أنما هي للجسد الترابي وسيقيمه الرب في صورة ممجدة، وينُقض الموت الذي دُفع الرب ثمن فدائه على الصليب، “وَلَيْسَ هكَذَا فَقَطْ، بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا، أَنَّنَا بِالرَّجَاءِ خَلَصْنَا…”(8روم : 24،23)، فكيان الانسان هو في روحه ونفسه والجسد يقدمها لنا كمحركات له.       

الراحة الأبدية اعطهم يا رب ونورك الدائم فليشرق عليهم: اعتبارات عملية لزيارة الموتى في المقابر:

الموت حقيقة لا مفر منها يجب على كل إنسان مواجهتها كما بينا، فقدان أحد الأحباء تجربة عاطفية ومؤلمة للغاية. يجد العديد منا الراحة في زيارة الموتى أحبائهم، ماذا يقول الكتاب المقدس عن زيارة قبور الموتى، أنها وسيلة لتكريم الموتى، زيارة القبور ممارسة شائعة في أزمنة الكتاب المقدس، “وَكَانَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهَا، لأَنَّهَا مَاتَتْ، أَنَّهَا دَعَتِ اسْمَهُ بَنْ أُونِي وَأَمَّا أَبُوهُ فَدَعَاهُ بَنْيَامِينَ، فَمَاتَتْ رَاحِيلُ وَدُفِنَتْ فِي طَرِيقِ أَفْرَاتَةَ، الَّتِي هِيَ بَيْتُ لَحْمٍ، فَنَصَبَ يَعْقُوبُ عَمُودًا عَلَى قَبْرِهَا، وَهُوَ عَمُودُ قَبْرِ رَاحِيلَ إِلَى الْيَوْمِ”(تك 20،19،18:35)،   وزاره الكثير، الأهمية اللاهوتية لزيارة الموتى في مساكنهم المؤقتة الجديدة يعبر عن ومدى ارتباطنا باحترام الجسد الذي غادرنا بعد ان كان معنا بالانتظار على رجاء القيامة باعتباره هيكلًا للروح القدس. “أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ، لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيِ للهِ”(1 كو 6: 20،19). 

زيارة القبور في العالم القديم كان يُنظر إليها على أنها وسيلة لتكريم الموتى. يمكن أن يوفر الراحة لمن تركوا وراءهم، لأنهم يشعرون بأنهم متصلون بأحبائهم الذين ماتوا، “ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ. فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلًا. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ.”(1 تس 4: 13-18)، ويعلمنا الكتاب المقدس أيضًا أن نعزي أولئك الذين يحزنون بالمعنى لسبب موت قريب لهم “طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ.”(مت 5: 4)، وأن نحمل أعباء بعضنا البعض “اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ”(غل 6: 2)، يمكن أن تكون زيارة الموتى في قبورهم وسيلة لتحقيق هذه الأوامر الكتابية من خلال إظهار المحبة والدعم لأولئك الذين يحزنون.

في الختام قرائنا الاعزاء الكرام

الكنيسة حول العالم ومنها في الشرق الأوسط تكون صلواتها الطقسية من أجل الموتى تتضمن ما علمنا المسيح نفسه، أن نقدم القرابين والصلوات والصدقات من أجل الموتى لغفران نقائصهم وهفواتهم، وهذا واضح من هذه الصلاة: “نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ  مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ”(2 كو 1: 4).

وهكذا كان لابد أن يتألم المسيح من أجل خلاصنا ويقوم من بين الأموات في اليوم الثالث، وأن يبشر باسمه بالتوبة وغفران الخطايا الى جميع الأمم انطلاقاً من أورشليم.” “وَقَالَ لَهُمْ: هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ”(لو 24: 46).

هنا يرقد على رجاء القيامة الطيب الذكر….. لنترحم عليه وعلى أمواتنا ونطلب لهم المغفرة ولتكن صرخة الرب يسوع لهم هلموا خارجا ايه الابرار كما قيامة لعازر نموذج، “وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجًا” (يو 11: 43). …..  كرموا امواتكم بالصلاة عنهم الى الاب القدير …. الى الرب نطلب..                                                                                                                   

د. طلال كيلانو

________________________________________________________________________________________________

 (1) ما يذهب اليه موضوع اليوم:

  “لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. لكِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ، فَقَالَ تَلاَمِيذُهُ: يَا سَيِّدُ، إِنْ كَانَ قَدْ نَامَ فَهُوَ يُشْفَى، وَكَانَ يَسُوعُ يَقُولُ عَنْ مَوْتِهِ، وَهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ يَقُولُ عَنْ رُقَادِ النَّوْمِ”(يو 11: 13،12،11).       “وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا!”(يو 11: 43). 

(2) الفترة من شهر إلى ثلاثة أشهر قبل الموت:  

 ومن أبرز العلامات التي تظهر في هذه الفترة: النوم لفترات أطول. قلة الأكل والشرب. الوحدة وتقليل النشاطات. قلة الكلام لدى البالغين، وزيادته لدى الأطفال. الفترة.

من أسبوع إلى أسبوعين قبل الموت:  

 حيث يزداد الشعور بالتعب وقلة الحركة في هذه الفترة، ومن أبرز علامات اقتراب الموت في هذه الفترة: اضطراب فترات النوم والاستيقاظ. فقدان الشهية والعطش. قلة الحاجة للإخراج. ازدياد الآلام. اضطراب ضغط الدم، ومعدل التنفس، ونبض القلب. ارتفاع وانخفاض درجة حرارة الجسم، وشحوب لون الجلد. الشعور بالاحتقان في الحلق وضيق التنفس. التشوش الذهني والشعور بالدوار. الهلوسة والتخيلات.

الفترة التي تسبق الموت ببضعة أيام:

تظهر في هذه الأيام علامات جديدة تدل على اقتراب الموت، وهذه العلامات هي: الامتناع عن الأكل والشرب. توقف عملية الإخراج. التجهُّم والأنين بسبب الآلام. ظهور الدموع واللمعان في الأعين. اضطراب نبض القلب وصعوبة سماعه. انخفاض درجة حرارة الجسم. تغيُّر لون الأيدي والرُكب والأقدام ليصبح مائلاً للأزرق أو الوردي. انقطاع التنفس وبطئه. غياب الوعي الذي يتخلله فترات الاستيقاظ، مع استمرار عمل حاسة السمع.

  الفترة الأخيرة قبل الموت:

حيث يصبح فيها المصاب مرتبكاً ومشوشاً ذهنياً مع شعوره بعدم الراحة، وقد يهلوس أو يبكي، أو يحاول النهوض عن السرير.                                                                                       

**”قَالَ لَهَا يَسُوعُ: سَيَقُومُ أَخُوكِ، قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ، فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا، فَمَرْيَمُ لَمَّا أَتَتْ إِلَى حَيْثُ كَانَ يَسُوعُ وَرَأَتْهُ، خَرَّتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَائِلَةً لَهُ: يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي، وَقَالَ: أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ قَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، تَعَالَ وَانْظُرْ، “بَكَى يَسُوعُ”  فَقَالَ الْيَهُودُ: انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ، وَقَالَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: أَلَمْ يَقْدِرْ هذَا الَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هذَا أَيْضًا لاَ يَمُوتُ، فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا، فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيل. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ”(يو 11: 43،41،37،36،35،34،32،26،25،24،23، 44).

(3) الكتاب في (أو الدساتير الرسوليّة). يعود هذا الكتاب الذي يضمّ القوانين إلى الليتورجيا، إلى نهاية القرن الرابع، فيتضمّن ثمانية كُتب. أخذ الكاتب مؤلّفات سابقة عديدة، فأعاد كتابتها، وأضاف إليها ما أضاف. أساسُ الكتب 1- 6 ديدسكالية الرسل التي تتحدّث عن واجبات الأسقف وأمور أخرى. ويتضمّن الكتاب 7 توسيعاً في الديداكيه أو تعليم الرسل، وصلوات يهوديّة، وطقس أسرار التنشئة. والكتاب 8 يعود إلى مقال في المواهب، وإلى التقليد الرسوليّ لهيبوليتس، وإلى قوانين منحولة (رسالة اكلمنضوس إلى يعقوب).

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …