من مفاجأة البشارة – الى بهجة الزيارة – الى فرح المغارة – ننتظرك يا يسوع

في كلّ عام نحتفل وفي يوم 25 كانون الأول  إذ تقرع أجراس الكنائس معلنة فرحة الميلاد وتُشعّ أضواؤها، ويجتمع المصلّون يرنّمون تسابيح الفرح بالميلاد، وتُضاء أشجار العيد تتلألأ زينتها، وتجتمع العائلات للاحتفال بذكرى الميلاد المجيد، بذلك الطفل الفريد الذي لم يكن قبله، ولن يأتي بعده طفل يحمل المحبة والسلام والفرح ورسالة الخلاص للعالم أجمع

ان الميلاد هو استئصال الخبث و البغض والحسد والعنف، وإن كان بين البغض والحب حرب، فلا تخافوا حتى وان صلبت المحبة وطعنت وقتلت فسوف تقوم حتما منتصرة ليعود المهد حياة دائمة، والموسم موسم فرح والمشهد مشهد سلام ووئام . فلا هدنة بعد اليوم ولا مساومة بين الحياة والموت، النور والظلام، الحق والباطل، لان السيد المسيح بتجسده وميلاده صار إنسانا ليجعل الإنسان حرا

ان صلاتنا لهذه السنة أن يكون هذا الموسم الميلادي موسم ابتهالات قبل الاحتفالات وان نعيش مبادئ الميلاد بحياتنا وتصرفاتنا، ليصبح الميلاد حبا وصبرا ومغفرة وعطاء وأنشودة حب ليست مطبوعة على ورق او مرنمة بشفاهنا بل منقوشة في قلوبنا ونفوسنا فنكون إيقونة حية مقروءة وملموسة. إن فعلنا هذا، ستعود بهجة العيد وفرح الميلاد إلى ربوعنا وعالمنا

ان ميلاد المسيح هو ميلاد المحبة والسلام وقد حمل ايضا الفرح والبهجه للانسان وكما نظر الرعاة الملائكه تشدوا ففرحوا وكما رأى المجوس نجم المشرق وتبعوه الى ان جاءوا لهذا المولود فسجدوا له وقدموا له هدايهم بفرح كبير هكذا كل نفس تتعرف على هذا الاله العظيم تعرف ايضا طعم ان الفرح والبهجه . الحقيقة ان فرح يملاء القلب والنفس ومهما كانت الظروف والمتاعب والضيقات فرح حقيقي وليس فرح عالمي وقتي زائل فرح بلقاء السيد المسيح والبقاء معه والتمتع به شعر به التلاميد وفرحوا اذ رأور الرب

اجعل يارب ميلادك يملا قلوب رعيتك بالمحبة والمغفره والسلام حتى لا يضطربوا ولا يجزعوا من أي ضيق أو اي ألم لاجل ايمانهم بك اغمرهم بفيض تعزياتك الالهية قويهم وشدد نفوسهم وخلص أولادك من كل قلق أو خوف فأنت هو نبع سلامنا وسرورنا وتعزياتنا  

اجعل يارب زمن مجيئك زمن التوبه فنولد معك من جديد ويصبح هذا العيد خطوة اضافية نحو القداسة نحياها بصمت تاملك وبحبك من خلال محبتنا لبعضنا البعض

واخيرا إننا نصلي جميعا من أجل أن يشرق حولنا مجد الربّ في هذا العيد كما أشرق في أجواء بيت لحم ليلة ميلاد يسوع المسيح فادي الإنسان ومخلص الجنس البشري ولنقبل في داخلنا السلام الآتي من الله لكي نتمكن من أن نبنيه في كل عائلة ومجتمع ووطن وهذا المشرق وفي بلدانِ الانتشار ولنمجّد الله في إنساننا المتجدِّد بالمسيحِ وفي كل إنسانٍ تتجدّد فيه صورة الله بهيةً ولنكن أقوياء بالرجاء فنصمُد بوجه المحن والمصاعب ونخرج منها إلى ميناء عالم أفضل

د – بشرى بيوض

عن د. بشرى بيوض

شاهد أيضاً

قصيدة بمناسبة تذكار القديس مار توما الرسول

  تحتفل بطريركية بابل الكلدانية في العراق والعالم بعيد وتذكار شفيعها القديس مار توما الرسول …