البابا فرنسيس: يكرّم الشهداء الأقباط*: إنّهم قدّيسونا، قدّيسو جميع المسيحيّين ذكرى شهادة المسيحيّين في ليبيا …..  اليوم يُرافقنا أيضًا الشهداء، الذين يشهدون أنه، “لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ”(يو 15: 13)،

مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ”(رو 8: 35)

لا أجد كلمات أعبر بها عن شكري العميق للعطية الثمينة لذخيرة الشهداء الأقباط الذين قتلوا في ليبيا في ۱٥ شباط / فبراير ٢٠١٥. هؤلاء الشهداء عمدوا ليس فقط بالماء والروح، بل بالدم أيضا، الدم الذي هو بذرة الوحدة لأتباع المسيح كلهم. يسعدني أن أعلن اليوم، وبموافقة قداستك، أنه سيتم إدراج هؤلاء الشهداء الواحد والعشرين في السنكسار الروماني علامة على الشركة الروحية التي توحد كنيستنا صلاة الشهداء الأقباط، المتحدة مع صلاة، والدة الإله لتستمر في تنمية صداقة كنيستينا حتى اليوم المبارك الذي فيه سنتمكن من أن نحتفل معا على المائدة المقدسة نفسها وأن تتناول جسد ودم المخلص نفسه ليُؤمن العالم ان الجميع، “لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي”(يو 17: 21).

وأضاف يقول: أشكركم على شهادتكم أنتم أيها الواحد والعشرين قديسًا، قديسون مسيحيّون لجميع الطوائف المسيحية.. لنصلِّ اليوم جميعًا في ذكرى استشهاد هؤلاء الواحد والعشرين شهيدًا قبطيًّا لكي يشفعوا بنا جميعًا……. وأضاف قداسته: “إن هؤلاء الرجال المسيحيين والمعمدين بالماء والروح القدس قد تعمدوا في ذلك اليوم أيضًا بالدم. إنهم قدسيينا، والتقاليد المسيحية. إنهم الذين بيَّضوا حياتهم بدماء الحمل، إنّهم شعب الله، شعب الله الأمين، “وأضاف: “وأنا سأقوم بعمل مذبح على اسمهم. أشكر الله أبانا الذي قد أعطانا هؤلاء الإخوة الشجعان. أشكر الروح القدس لأنّه أعطاهم القوة والثبات لكي يعترفوا بيسوع المسيح وصولاً إلى الدم” ….. ماذا يقول الكتاب المقدس عن الشهادة والاستشهاد …..                                                                                                                           

المقدمة والتمهيد     

المسيحية هي المحبة، فالموت في سبيلها هو الاستشهاد، فلنضيء الشموع أمام صور الشهداء لهم أكاليل المجد المعد في السماء، أكاليل الاستشهاد أكاليل الغلبة والعفة والخدمة، وأكاليل البذل والعطاء والشهادة للمسيح الذي أحبنا وبذل ذاته من أجلنا، الاستشهاد المسيحي بنتائجه هو البرهان على قول الرب يسوع المسيح، “اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ”(يو 12: 24)، “وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ، وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا ……”(مت 10: 28).

الاستشهاد ليس مجرد سفك دم، ولا هو مجرد اعتراف بالرب يسوع المسيح، لكنه ممارسة كمال الحب من كل الذين يؤمنون بالمسيح على طريق الملكوت والفضيلة التي تذوقها ابائنا واليوم نحن وغدا ابنائنا أن الإيمان المسيحي انتشر في العالم كله بشهادة القديسين والمؤمنين، وأصبح احتمال الألم من أجل المسيح هبة روحية… “لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ”( في 1: 29). 

 علينا دائما الاستذكار المؤلم للاضطهاد والإرهاب الذي أصاب المؤمنين الذين قضوا بالشهادة كشهداء للأيمان المسيحيّ الأوائل منهم والى يومنا والشهداء الاقباط منهم الذين استبيحت دمائهم في 15 فبراير شباط عام 2015، الموافق 8 أمشير بحسب التقويم القبطي، وكان ذلك في دولة ليبيا….

أعزاءي القراء المباركين انها معمودية الدم* وتشير الى من يؤمن بالمسيح ويموت شهيد إيمانه، يُعَدُّ استشهاده معمودية يتميز بها، أذ قالوا عنها أباء الكنيسة الاوائل ان دماء الشهداء بذار الإيمان، وليمنحوا الروح إلى نبت جديد. وهذا ما لاحظناه على مر العصور والى يومنا، من صورة الثبات لمن يتقدم للشهادة ووقفته المعلنة نحو الايمان المسيحي المعلن ويمهد لنا لهذا الثبات فيه أيضاً، هنا علينا ان نتسأل ما الذي يدفعهم لهذه الفضيلة التي تتمثل في الشهادة أذ لا يوجد في كل تاريخ البشرية شهداء مثل شهداء المسيحية، في حماسهم وشجاعتهم وإيمانهم وصبرهم بالاستشهاد، فقد كانوا يذهلون مضطهديهم، بقبولهم الموت، من اجل المبادئ الروحية التي غيرت حياتهم الشخصية ومفاهيمها فضلا عن نظرتهم لها جعلتهم يقبلون على الاستشهاد فما هي:

1تعرضت المسيحية الى الاضطهاد: وغالباً ما كان يواكبها، وأول ما تعرضت له كان من الاقوام التي نشأة المسيحية فيها، واضطهدوا أتباعها بالقتل والتعذيب أو بالوشاية وإثارة الشعب بالمقاومة الفكرية لها..  وحث مجتمعاتهم على رفضتها وحاكموا السيد المسيح وصلبوه، هذا من جانب والأخر هو، في أيام الاضطهاد اللاحقة كان يتم توجيه عبارة إلي المسيحي هي “لا حق لك في أن توجد” وهي تعبير عن مشاعر البغض والعداء نحو المسيحيين والتي أفضت إلي أنواع من العذاب والأهوال التي يصعب تصورها ووصفها.

2- في عالمنا المعاصر نجد بعض المجتمعات: وحكامها فضلا عن منظمات إرهابية تسعى الى تهجير المسيحيين عن أراضي ابائهم واجدادهم وهم السكان الأصليين فيها فضلاً عن إضعاف روحهم المعنوية ودفعهم الى الرحيل عن الجغرافيا والتاريخ في مناطقهم وذلك بتغير معالمها وهدم كنائسها ….الخ، ونستطيع أن نميز هذا ونراه بوضوح والى وقت قريب أنه حينما تقطع رؤوس ويصلب البشر، ويقيدون بالسلاسل ويلقون في النار، وكل أنواع التعذيب، كل ذلك كي يتركوا إيمانهم المسيحي، واما المدهش في الموضوع هو، بقدر ما يكون العقاب الضيقات، كان يقابله انضمام الكثير من البشر الى المسيحية وإيمانهم باسم الرب يسوع المسيح. وعلى وجه الخصوص هم من يهود الناصرة والسامرة ويهودا والجليل اورشليم والى الهند والصين شرقا والى القسطنطينية شمالاً وروما غربا وشمال افريقيا واثيوبيا جنوباً ووو…. والى جميع المعمور في يومنا هذا.

3لقد أثبت الاستشهاد أصالة الفضائل التي علمت المسيحية على تأصيلها:

وتجسيدها في الأشخاص المعترفين والشهداء، الذي لم تقوى آلام التي اصابتهم على تحويلهم عن الفضيلة المسيحية وسموها، وهذا أمر يفوق الطبيعة كما انه من عمل النعمة والروح القدس داخل قلب الإنسان المؤمن التي حولت الحزن إلي فرح والضيق إلي تعزية، أما السبب في ذلك هو:

أ- قيمة الأيمان الشخصي: الذي يقوم على المجاهرة بيسوع المسيح ومحبته ، “فَلْيَعْلَمْ يَقِينًا جَمِيعُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا”(أع 2: 36)، “لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ”( روم 10: 9)، لكونه الشاهد الأمين وحده، “وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ: الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ”(رؤ 1: 5)، وعلى التلمذة له والثبات في حبّه واتّباعه حتى النهاية، فضلا عن وعد الرب يسوع كل الذين يتألمون من أجله، وتشجيعه لهم عن طريق الرؤيا والظهورات.

ب- قيمة حبّ اجتماعية وايمانية ودينية: تلتزم بخدمة الإنجيل “فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَال مِنْكُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ، فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هذِهِ الْحَاجَةِ”(أع 6: 3)، وخدمة في الكنيسة “لأَنَّهُمْ أَعْطَوْا حَسَبَ الطَّاقَةِ، أَنَا أَشْهَدُ، وَفَوْقَ الطَّاقَةِ، مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ”(2 كو 8: 3)، وتقابله شهادة الله نفسه عن رضاه، هو الذي يعرف ما في القلوب، “وَاللهُ الْعَارِفُ الْقُلُوبَ، شَهِدَ لَهُمْ مُعْطِيًا لَهُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا لَنَا أَيْضًا”(أع 15: 8)، فضلا عن تعاطف الكنيسة كلها مع المتقدمين للشهادة ودعمهم معنويًا وروحيًا.

ج- قيمة رجاء الرسالة والاندفاع للإعلان عن بشرى الإنجيل: “وَيُكْرَزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ هذِهِ فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ الأُمَمِ. ثُمَّ يَأْتِي الْمُنْتَهَى”(مت 24: 14)، ولمتابعة رسوليّة من الرسل للتبشير بها، “لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ”(أع 1: 8)، ومواصلة شهادتهم على أنّ الله الثالوث قريب من كلّ إنسان ويدعوه إلى وليمة الفرح، “وَجَعَلَ يَسُوعُ يُكَلِّمُهُمْ أَيْضًا بِأَمْثَال قَائِلًا: «يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَانًا مَلِكًا صَنَعَ عُرْسًا لابْنِهِ، وَأَرْسَلَ عَبِيدَهُ لِيَدْعُوا الْمَدْعُوِّينَ إِلَى الْعُرْسِ، فَلَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَأْتُوا. فَأَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ قَائِلًا: قُولُوا لِلْمَدْعُوِّينَ: هُوَذَا غَدَائِي أَعْدَدْتُهُ. ثِيرَانِي وَمُسَمَّنَاتِي قَدْ ذُبِحَتْ، وَكُلُّ شَيْءٍ مُعَدٌّ. تَعَالَوْا إِلَى الْعُرْسِ”(مت 22: 1 ،4)، فضلا عن الإحساس بالفخر بشرف الشهادة من أجل الإيمان، والمجد العظيم الذي ينتظر كل من يتألم.

4نعجب عندما نرى والى عهد قريب محاكمات تعسفية: 

فمنذ المحاكم الرومانية ومنظر المسيحيين الأبرياء الضعفاء وهم يقفون أمام الأباطرة والحكام وقضاة وثنيين بما لهم من الجبروت والغطرسة والظلم وحولهم خصومًا، لكن كان لهؤلاء المسيحيون قوة وعناد أذلوا به قضاتهم بعد أن فشلوا في إخضاعهم، كل هذا وهم في صبر مذهل واحتمال عجيب وإيمان لا يلين.. صورة إنجيلية فيها الكلمات وقد تحولت إلى أعمال حية وشهادة ناطقة، وكان أول سؤال في المحاكمة هو “هل أنت مسيحي؟” وكان مجرد اسم “مسيحي” -في نظر الدولة الرومانية- في حد ذاته يحمل أبشع جريمة تلصق بصاحبها الشبهة بالعصيان وتدنيس المقدسات، وأما المسيحيون كان لهم ردا واحدا لا يتغير “أنا مسيحي” فيصيح الحاضرون “الموت للمسيحي” وما اشبه اليوم بالأمس عندما سيطر الظلاميون على مدينة الموصل في العراق وتصرفوا على الشاكلة نفسها في إرهاب وتهجير المسيحيين منها.

5الشهادة لها صفات ومعاني خاصة في نفوس البشر:

وخاصة من تم اصطفائهم في العمل المسيحي.. فالشهداء سئلوا عن إيمانهم فجهروا به، وأعلنوه في قوة وفي جرأة، وكانت شهادتهم كرازة في الايمان المسيحي لجميع الاحياء الذين سمعوا بها وكثيرا ما ربحت هذه الشهادة لملكوت السماوات جموعا آمنوا بالمسيح، فالاستشهاد معناه الوفاء والاعتراف وتقدير وتكريم وتذكير بكلمات الرب يسوع المسيح حين قال “فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضًا بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، وَلكِنْ مَنْ يُنْكِرُني قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ”(مت 10: 33،32)، فمن أراد أن يتمثل بهم وبصمودهم وصبرهم، وبثباتهم في المسيح هذا عزز شهادة الإباء الأولين بقولهم ان دماء الشهداء بذار الإيمان.

6- معني الاستشهاد لغويا: 

يقال في اللغة العربية استشهد بمعني قتل في سبيل الله هذا هو المعني الاصطلاحي، لكن المعني الاشتقاقي لكلمة الاستشهاد مشتق من الشهادة، فاستشهد بمعني سئل للشهادة، أو طلب للشهادة، والشهادة هنا للإيمان الذي يدين به الإنسان ويذود عنه، هناك بعض من يقرؤها استشهد، فشهد للإيمان الذي يؤمن به، أي اِستِشهاد: (اسم) مصدر اِسْتَشْهَدَ ضَمَّنَ الْمَوْضُوعَ اسْتِشْهَادَاتٍ لِتَدْعِيمِ رَأْيِهِ: أوتعرَّض للقتل في سبيل الله؛ طلب الشَّهادة أُستُشهِدَ: (فعل)، استشهادًا، والمفعول مُستشهَد اُسْتُشْهِدَ.  

7- وتأسيسا على كلما تقدم دخلت المسيحية حينها والى يومنا: 

في التأسيس للاهوت الشهادة والاستشهاد المقترن بسرّ تجسّد المسيح وموته وقيامته. فهو مثال الشاهد للحقّ والشّهيد بدمه فأصبحت الشهادة له تمثّلًا بحبّه واستشهادًا باسمه. واتّخذت الشهادة بذلك قِيَمًاً أساسيّة في: 

أ- في تحدي المحبة المسيحية الفكري والعقائدي:

الطويل مع الأمم القديمة والحديثة وبما لها من سلطة الدولة وقوة السلاح وقد وصل هذا الصراع معها إلي حد الاستشهاد الفردي والابادة الجماعية أحيانا لكل من هو مؤمن بالمسيحية، وكان التحدي غير متكافئًا إذ لم يكن للإيمان ما يسنده من قوة زمنية، سوى الإيمان ودرع البر وخوذة الخلاص وسيف الروح، وكما في التعليم التالي: “الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا، فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ، وَحَاذِينَ أَرْجُلَكُمْ بِاسْتِعْدَادِ إِنْجِيلِ السَّلاَمِ، حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ”( أفس6 :11الى16).

ب- المؤرخ الكنسي يشير الى الاضطهادات التي طالت النساء:

لم يكن النساء أقل من الرجال في الدفاع عن تعاليم الكلمة الإلهية، إذ اشتركن مع الرجال. ونلن معهم نصيبًا متساويًا من الأكاليل من أجل الفضيلة. وعندما كانوا يجروهن لأغراض دنسة، كن يفضلن تسليم حياتهن للموت فيذكر بولس الرسول قائلًا: “فِي الإِيمَانِ مَاتَ هؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ”(عب 11: 13). إن الشهداء قبلوا الآلام، لأنها علامة الشراكة الحقيقية التي تربطهم بالرب يسوع المسيح الذي قبل الآلام لأجلنا ليهبنا الحياة الأبدية.

ج- في الشهادة والاستشهاد التي يشير اليها الكتاب المقدّس تكتمل في:

الشَّهيد هو الذي أدّى شهادة الإيمان بالمسيح في أعماله وأقواله وتوَّجها بشهادة الدّم، وعندما أقامَ الربّ يسوع رُسله شهودًا لتعاليمه وقيامته، وضع أمامهم احتمال الموت من اجلها، “هَا أَنَذا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ. وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ، وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي، وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ، وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ”(مت 10: 16، 17، 22، 28)، إنّهم بذلك يؤدّون لله وللمسيح شهادة “الحبّ الأعظم”، على ما أكّدَ الربّ في الإنجيل: “لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ”(يو 15: 13)، “وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ الْخَامِسَ، رَأَيْتُ تَحْتَ الْمَذْبَحِ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَمِنْ أَجْلِ الشَّهَادَةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهُمْ، وَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ: حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ الْقُدُّوسُ وَالْحَقُّ، لاَ تَقْضِي وَتَنْتَقِمُ لِدِمَائِنَا مِنَ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ”(رؤ 6: 10،9).

د-الكنيسة قدمت الشهادة كمعموديّة، وبالإشارة الى ما قاله القدِّيس يوحنا الذهبي الفم: “لا تتفاجأوا إذا اعلنت لكم أن الشهادة معمودية. فكما أن المعمَّدين يغتسلون بالماء، كذلك الشهداء يغتسلون بدمائهم”، “أنّ واجب المسيحيّين، المساهمة في حياتها بتقديم، سلوك كشهود للإنجيل. هذه الشهادة هي نقل الإيمان بالأقوال والأفعال، وهي فعل عدالة يوطِّد الحقيقة أو يعرّف بها “أيها الربّ يسوع، بعمادك في ماء الأردن، بدأت درب الجهاد والألم، حتى الشهادة وعماد الدم. كذلك اعتمد شهداؤك بدمائهم”. لقد حرصت الكنيسة على أن تجمع بعناية كبيرة تذكارات الذين بلغوا إلى النهاية في إعلان إيمانهم. وهي أعمال الشهداء التي تشكِّل محفوظات الحقيقة المكتوبة بحروف من دم.                                                                                                     

8- في إعلان التطويب والتقدّيس تضع الكنيسة قواعد لتمييز الشّهداء:

في وثيقة سامية بعنوان “أمّ القدّيسين  (Sanctorum Mater)، التي تعتبر كقاعدة عامّة وتعليم عن كيفية بذل الذات من أجل المسيح، هو الطريق نحو القداسة. وتعتبر أنّ الاعتراف بالاستشهاد يعفي من المعجزة المطلوبة. فهي تُجري تحقيقًا دقيقًا حول حياة الشخص واستشهاده وشهرة الاستشهاد وعلاماته، في خدمة الله، لإعلان قداستهم قد ماتوا من أجل إيمانهم أو من أجل فضيلة المرتبطة بالإيمان، اذ يُفترض بالاستشهاد أن يكون قبولاً حرًّا، لا أن يطلبه الإنسان أو يبحث عنه. لذا، تدعو الكنيسة كلّ مؤمن ومؤمنة ليكون مستعدًّينَ للموت من أجل الإيمان بالمسيح، ويجب التأكد من أنّ سبب الاستشهاد هو الإكراه في الدِّين من قِبَل المضطهِد أو الاجبار على إنكار الإيمان، بشكل مباشر أو غير مباشر، من دون اعتبار الأسباب السياسيّة أو الاجتماعيّة أو ما شابهها.

9- الاستشهاد في تاريخ الكنيسة المبكر، وانتشاره عبر الازمنة وفي كل مكان:

هو الذي اضاء بنوره الإيمان الحقيقي الذي وهبه الرب لنا بحبه الفائق الذي تجلى على الصليب”الشهداء المسيحين الاقباط :القديسين أحد الدعائم الأساسية لكنيستينا، بدأت بالرسل بطرس وبولس ومرقس، والآن نكتب في كتاب سنكسار الكنيسة شهداءً جددًا، حفظوا الإيمان وتمسكوا بالشهادة للمسيح ولم يلينوا أمام التعذيب والترهيب ووضعوا لنا مثالًا حيًّا في الشهادة الحقة لله، “لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ”(فيلبى ١: ٢٩)، وهكذا كان الـ ٢١ شهيدًا في ليبيا، إذ اعترفت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بقداستهم، ولنتذكرهم في كل يوم ٨ أمشير، الموافق ١٥ فبراير، لنحتفي بشهداء العصر الحديث الذين استشهدوا خلال السنوات الماضية، ونقدم اليوم جزءًا من متعلقاتهم المغمورة بدمهم المسفوك على اسم المسيح وللكنيسة، لكي تُذكَر اسمائهم في سنكسار كل الكنائس في العالم أنهم شهود: “لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا،” (عب 12: 1)، ويصيروا قدوة ومثالًا معاصرًا للعالم كله، يشهد بأن مسيحيتنا ليست مسيحية تاريخية في الماضي، لكنها حية وقوية أمس واليوم و غداً وإلى انقضاء الدهر.

ان الذين نالوا الشهادة في 15 فبراير عام 2015، الموافق 8 أمشير، ليبيا والذي أعلن البابا تواضروس، إدراج أسماء 21شهيد إلى السنكسار القبطي الذي يحوي سير شهداء المسيحية على مر العصور، تعود قصة الشهداء الـ21، لنهايات عام 2013، حين أعلن تنظيم “داعش” في ليبيا، خطف 7 عمال مصريين أقباط في مدينة سرت، وبعدها اختطف 14 آخرين في مطلع يناير 2015 من منازلهم، وفي 15 فبراير نُشر “رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب”، وهي العبارة المنسوبة لكيان يطلق على نفسه “مؤسسة الحياة”، اقترنت بصورة للبحر، وهو مختلط بالدماء لتنذر بعملية إرهابية “داعشية” جديدة، أعقبها بوقت قصير نشر مقطع مصور يحمل تفاصيلها، وتضمن لقطات لبحر وملثمين يسوقون عمال في ملابس إعدام برتقالية، ودماء تختلط بالماء، يشهد بتفاصيل على “بشاعة” الإرهاب لهؤلاء الظلاميين المنحرفين، حيث قام الإرهابيون بنحر 21 مصريًا وأفريقيًا بتهمة “المسيحية” على إحدى السواحل الليبية والصوت في الخلفية يقول: “أيها الصليبيون إلا أمان لكم “كانت هذه الجريمة مثالا للبشاعة التي هزت الضمير الإنساني العالمي بقوة ولا تزال آثارها باقية حتى اليوم تذكر العالم بوحشية الإرهاب والتطرف….. هكذا تمت الجريمة بحق أبرياء يبحثون عن عمل ولقمة العيش، تم اعلان الحداد على أرواحهم وتقديم جميع أشكال الدعم نحو أهالي الضحايا، وبعد عامين، تم اعتقال منفذ ومصور الواقعة، وحدد المكان حدوث الجريمة الارهابية، ووجدت الجثامين مكبلة الأيادي ومقطوعة الرأس وبالزي البرتقالي، نقل رفاتهم في 14 مايو 2018 الى مصر ليستقبلها قيادات الدولة والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، وسلموا إلى ذويهم بقرية العور بمركز سمالوط، ونقل اباء الكنيسة رفات الشهداء وضعت بمزار كنيسة “شهداء الإيمان” في المنيا بصعيد مصر.

في الختام أقدم شكري لكل من ساهم بقراءة هذا الموضوع وقدم استجابة نفسية وتفاعل روحيا معه، واضيف من القول …. نحن لم نسمع ونشاهد قول الايمان المسيحي على لسان شهداء الكنيسة الأوائل في سبيل المسيحية بل حضرناه روحيا وفكريا من خلال الإرث المكتوب عنهم وامنا به، والان حضرنا ومعنا كل العالم المؤمن وسمعنا صدى الشهادة يتردد من جميع شهدائنا المسيحيين الجدد أينما كانوا والاقباط منهم في عصرنا الحاضر الا يكفي ذلك كي ينالوا التطويبات والقداسة كما الشهداء في تاريخ الكنيسة ان ما انجزوه هو فضيلة الايمان و شجاعة في الدفاع عنه، لقد كان كافيا لإعلان قداستهم، وليشكل هذ التطويب والقداسة زخم جديد ومتجدد في الحياة المسيحية وكما عبر عن ذلك قداسة البابا فرنسيس تحت عنوان شهادة (المعمودية بالدم) الرب يبارك الجميع في حياة الايمان ولنترحم على الشهداء، مكانهم في الملكوت مع الابرار والقدسين ولنا جميعا الرحمة والمغفرة، ولكنيستنا المجد والفخار بما قدمه الشهداء من تضحية وعطاء في سبيل الايمان … المجد للشهادة والشهداء ….. الى الرب نطلب

د. طلال كيلانو

———————————————————————————————

https://www.amnesty.org/en/wp-content/uploads/sites/9/2021/05/MDE1900022015ARABIC.pdf

ليبيا: قتل الأقباط عمداً وبلا رحمة في ليبيا بمثابة جريمة حرب  قالت منظمة العفو الدولية قتل الأقباط عمدًا وبلا رحمة في ليبيا بمثابة جريمة حرب

https://www.fides.org/ar/news/67357  أفريقيا / مصر – الكنيسة القبطية تحي الذكرى الخامسة لمذبحة “شهداء ليبيا”

https://www.copts-united.com/Article.php?I=5100&A=741253

“وجه المفكر والطبيب خالد منتصر، رسالة بمناسبة ذكرى استشهاد 21 قبطي على يد تنظيم “داعش” الإرهابي في ليبيا، وجاء بنصها”  

https://www.almasryalyoum.com/news/details/2884430  بابا الفاتيكان: إدراج الأقباط المصريين ضحايا داعش في ليبيا ضمن «سير القديسين والشهداء»

https://www.elbalad.news/4701132   الكنيسة تذكر بالقصة الكاملة لاستشهاد المصريين في ليبيا ورد فعل الرئيس للقصاص من الدواعش

الشهداء 20 مصري هم: ميلاد مكين زكى …. ابانوب عياد عطية ….  ماجد سليمان شحاته….  يوسف شكرى يونان …. كيرلس بشرى فوزي ….  بيشوى اسطفانوس كامل ….. صموئيل اسطفانوس كامل …. ملك ابراهيم سنيوت تواضروس يوسف تواضروس …. جرجس ميلاد سنيوت ….  مينا فايز عزيز …. هانى عبد المسيح صليب صموئيل الهم ويلسون …. عزت بشرى نصيف …. لوقا نجاتى انيس …. جابر منير عدلى …. عصام بدر سمير …. ملك فرج إبراهيم …. سامح صلاح فاروق …. جرجس سمير مجلي …. ماثيو اياريجيا. (أصل تشاد او غانا)   مطرانية سمالوط تحتفل بذكرى “شهداء ليبيا” وتفتح المزار للزائرين 15 فبراير.

الفاتيكان يعتزم الاعتراف بضحايا داعش في ليبيا من الأقباط المصريين كـ”شهداء” وطنية – روما  – أعلن البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم  أنه سيتم الاعتراف أيضًا بالضحايا الـ 21 للهجوم الإرهابي الذي وقع في ليبيا في 15 شباط 2015 من قبل داعش كشهداء من قبل الكنيسة الكاثوليكية، حسبما ذكرت “وكالة نوفا الإيطالية للأنباء“.جاء الإعلان لدى استقبال بابا الفاتيكان قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية ورئيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمناسبة الذكرى الخمسين للقاء التاريخي لأسلافهم البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث وذلك في القصر الرسولي في الفاتيكان، حيث قال البابا فرانسيس :”ليس لدي أي كلمات أعبر بها عن امتناني على الهدية الثمينة من ذخيرة الشهداء الأقباط الذين قتلوا في ليبيا يوم 15 شباط 2015“.أضاف :”لقد تم تعميد هؤلاء الشهداء ليس فقط بالماء والروح، ولكن أيضًا بالدم ، وهو الدم الذي هو بذرة الوحدة لجميع أتباع المسيح. يسعدني أن أعلن اليوم أنه ، بموافقة قداستك ، سيتم إدراج هؤلاء الشهداء الـ 21 في الاستشهاد الروماني كعلامة على الشركة الروحية التي توحد كنيستينا”.

https://www.almasryalyoum.com/news/details/2259442 البابا فرانسيس: المصريون المذبوحون في ليبيا قديسو جميع المسيحيين حول العالم

https://f24.my/9ThZ.tا  لبابا فرنسيس يعلن 21 قبطيا أرثوذكسيا أعدمهم تنظيم “الدولة الإسلامية” في ليبيا شهداء للكنيسة الكاثوليكية

https://ar.zenit.org/2021/02/16/   البابا يكرّم الشهداء الأقباط: إنّهم قدّيسونا، قدّيسو جميع المسيحيّين

 

 

 

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

قراءات الاحد الاول بعد الميلاد

تكوين 21 : 1 – 21 وافتقد الرب سارة كما قال وصنع الرب إلى سارة …