كيف نحافظ على الصحة والتوازن النفسي في الازمات والكوارث عملا بما قدمه لنا الكتاب المقدس.

الصحة / حالة من الكمال البدني والنفسي والاجتماعي، وليست مجرد الخلو من المرض أو العجز. والصحة النفسية هي جزء يتكامل مع هذا المفهوم بوضوح، وتعزيز كلا الصحتين معا على نحو مفيد يحتاج الى أطار تطبيقي على المستويين الفردي والاجتماعي.

لقد تبنت منظمة الصحة العالمية وصف الصحة النفسية كما يلي:
بانها حالة من التوازن الوجداني والسلوكي التي يحقق فيها الفرد قدراته في التعايش الأمن مع الاخرين، ويمكن أن يعمل بإنتاجية مثمرة، ويستطيع المساهمة في مجتمعه، إن هذا الإحساس الإيجابي يعد أحد أعمدة الصحة النفسية والأساس الوظيفي الفعال لها والمرتبط بالبيئة المحيطة (فمؤشرات الفقر وانخفاض مستويات التعليم والإسكان السيء وفقدان الامن وانتشار العنف ومصادرة حرية الحياة والبطالة والتميز العنصري وانتشار الامراض والاوبئة والقائمة تطول كلها أسباب محفزة لمؤشر الاعتلال النفسي باثر تصاعدي لظهور حالات الاضطراب النفسي ومشاعر الصدمة مما يحيط بالأفراد، وتزيد احتمالية الإصابة باضطرابات من قبيل الاكتئاب والقلق وحتى اضطراب الكرب بين الأشخاص الذين يعيشون في أماكن متضررة بالكوارث وحالات الطوارئ الصحية )*، ويسفرعدم علاج ما يتعرض له الافراد الى المزيد من الوصم والنبذ والتمييز ضدهم، ولهذا الوضع تبعات خطيرة على سلامة الشخص وكرامته وصحته، ومن شأنه تقويض قدرة المجتمعات والدول على مواجهة التحديات المتعلقة بالصحة النفسية والتحديات النفسية والاجتماعية على نحو ملائم . مثال ذلك المسنون يكاد يكونون أكثرمن لديهم هشاشة صحية ونفسية مما يجعل بقاء التواصل معهم امر في غاية الاهمية مع الحرص الشديد على عدم نقل العدوى لهم كما في وضعنا الحالي واجتياج مرض الكرونا العالم، ودعمهم من الناحية المعنوية والصحية بما فيها من تغذية ورياضة وتهوية جيدة، والاهتمام بظهورأي أعراض مرضية حتى لا تتأخرالرعاية الصحية اللازمة.

وتأسيسا على ما تقدم اعد لنا الكتاب المقدس مجموعة من التوصيات الثمينة في كيفية المواجهة أذ لا أحد منا مستثنى من المفاجئات المؤلمة:

1- يشعر الافراد بالخوف والقلق والحزن والمرارة. أن الله لا ينتظر منا أن نكون سعداء وقت حزننا. يقول الرب يسوع في عظته على الجبل” طوبى للحزانى لأنهم يتعزون”(متى 5: 4) أفتح قلبك للرب انه قريب جداً من منكسري القلوب، ويقول النبي داود في المزمور62: 8 ” توكلوا عليه في كل حين يا قوم أسكبوا قدامه قلوبكم الله ملجأ لنا ” بذلك نكون قد حققنا الاتزان النفسي.

2- أطلب المساعدة من الآخرين: لا تعزل نفسك، هذا هو اكثر وقت انت بحاجة لمن يقف بجانبك. يقول الرسول بولص في رسالة غلاطية 6: 2 ” أحملوا بعضكم أثقال بعض وهكذا تمموا ناموس المسيح” وفي إشارة من البشير مرقس ٢‏‏:‏١٧ فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ذٰلِكَ قَالَ لَهُمْ:‏ “لَا يَحْتَاجُ ٱلْأَقْوِيَاءُ إِلَى طَبِيبٍ،‏ بَلِ السقماء” بذلك نكون قد حققنا الاتزان النفسي.

3- لقد استجاب الرب بطُرقٍ مُتنوِّعة لصَلوات القدِّيسين الذين طالبوا بعمَل الشِّفاء، وأعطى أيضًا الحكمة للأطبَّاء في مُزاولة مهنتهم باحترافيَّةٍ وإنسانيَّة كامِلة “اذْكُرُوا عَجَائِبَهُ الَّتِي صَنَعَ. آيَاتِهِ وَأَحْكَامَ فَمِهِ.” (أخبار1 12:16) والرب الذي أعطى العقل لتحقيق الطفرات العلميَّة والطبيَّة لما فيها من خير الإنسان الجسدي والرُّوحي أيضًا لذلك قد يتلاشى الخوف بانتظار الخلاص. بذلك نكون قد حققنا الاتزان النفسي.

4- خلقَ الله جسم الإنسان مُتكاملًا بحيث أنه أعطاهُ ميزة وجود الجهاز المنَاعيّ الذي يحمي الجسم ويُساعدُه على الإصلاح والشِّفاء لذلك ينبغي الحِفاظ على فعَاليَّة وقُدرة هذا الجِهاز بالسلوك اليومي المعتدل وفي الغذاء الصحيّ المتوازن. بذلك نكون قد حققنا الاتزان النفسي.

5- أعطانا الرب الحكمة للبقاء أصحَّاء جسديًا وذلك مِن خلال إطاعة القوانين الإلهيِّة المتعلِّقة بشؤون الصحَّة والنَّظافة العامَّة وكيفيَّة الحفاظ عليها:” إنْ وُجِدَ فِي وَسَطِكُمْ رَجُلٌ غَيْرُ طَاهِرٍ بِسَبَبِ احْتِلَامٍ لَيلِيٍّ، فَليَخْرُجْ مِنَ المُعَسكَرِ وَلَا يَدْخُلْهُ.” تثنية )10:23(؛ وَلَمْ أَكُنْ أَنَا وَلاَ إِخْوَتِي وَلاَ غِلْمَانِي وَلاَ الْحُرَّاسُ الَّذِينَ وَرَائِي نَخْلَعُ ثِيَابَنَا. كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يَذْهَبُ بِسِلاَحِهِ إِلَى الْمَاءِ.( نحميا 23:4). بذلك نكون قد حققنا الاتزان النفسي.

6- لقد خلق الله الكثير مِن النَّباتات الطبيعيِّة ذات الخَواص الطبيَّة الشافية لكثير مِن الأمراض التي تستهدف الإنسان. حتى في السَّماء يُذكر ورقُ الشَّجر لشِفاء الأمم “فِي وَسَطِ سُوقِهَا وَعَلَى النَّهْرِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ، شَجَرَةُ حَيَاةٍ تَصْنَعُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ثَمَرَةً، وَتُعْطِي كُلَّ شَهْرٍ ثَمَرَهَا، وَوَرَقُ الشَّجَرَةِ لِشِفَاءِ الأُمَمِ.”(رؤيا 2:22)

أعطي يا رب كنيستك سُلطان الشِّفاء باسم الرب يسوع المسيح، الذي وهو في أيام تجسُّدهِ جالَ يُبشِّرُ ويصنعُ خيرًا ويشفي جميع المتسلِّط عليهم إبليس “فَوَضَعَ الرب أُنَاسًا فِي الْكَنِيسَةِ: أ وَّلًا رُسُلًا، ثَانِيًا أَنْبِيَاءَ، ثَالِثًا مُعَلِّمِينَ، ثُمَّ قُوَّاتٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ، أَعْوَانًا، تَدَابِيرَ، وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ.”(1كورنثوس 28:12) … الى الرب نطلب.

د. طلال كيلانو

—————————————————————————————– *اما بالعودة الى عكس المفاهيم التي بين المزدوجين أعلاه سوف نجد الأثر الواضح للتكيف والامن النفسي

عن د. طلال فرج كيلانو

شاهد أيضاً

قراءات عيد مريم العذراء المحبول بها بلا دنس

الحكمة والشريعة سفر يشوع بن سيراخ 24 : 1 – 32 الحكمة تمدح نفسها وتفتخر …