مخافة الله تعلم الأنسان الحكمة

ان الانسان المؤمن يحترس في كل لفظ ينطق به، وفي كل عمل يعمله لأنه يؤمن أنَّ الله موجود في كل مكان، ويسمع ويرى كل ما يفعله لذلك هو يخجل من أن يرتكب خطيئة أمام الله الذي يراه بل أن المؤمن يُدقق بحيث أن أفكار الخطيئة لا يقبلها عقله ولا شهواتها تسكن في قلبه وذلك لأنه يؤمن تماماً بأنَّ الله يفحص القلوب ويقرأ الأفكار لذلك يعمل المؤمن على حفظ ذاته نقياً طاهراً سواء بالعمل أو اللسان، أو بالفكر أو بمشاعر القلب فعندما تكون نقيا من القلب والفكر والنظر يمنحك الرب نورا من حيث لا تعلم حيث يستجيب لك الرب وتأتيك مطالبك فلذألك اذا كانت قدمك تترك اثرا في الأرض فلسانك يترك اثرا في القلب فهنيئا لمن يحرص ان لا يظلم احد ولا يغتاب احد ولا يكره احد ولا يجرح احد ولا يتكبر على احد ولا يتكلم على احد ولا يرى في نفسه افضل من احد.
لذألك علينا ان نتقبل بذور كلمة الله في تربة قلبه الذي يسعى أن تُفلح بفلاحة النعمة بعمل الروح القدس في داخله، و يتوب ويعود لحضن الاب . وهذا وأنكم عارفون الوقت فان خلاصنا الآن أقرب مما كان فلنخلع أعمال الظلمة وزرع الزوان ونبعد عن العثرات والكذب والغش لا بالخصام والحسد وغيرها بما لا يرضي الرب ونلبس أسلحة النور من المَحَبَّةٌ، وفَرَحٌ، وسَلاَمٌ، وطُولُ أَنَاةٍ، ولُطْفٌ، وصَلاَحٌ، وإِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ، وتَعَفُّفٌ وغفران التي ترضي الرب يسوع المسيح .
فلذا فان صاحب النية الطيبة هو من يتمنى الخير للجميع بدون استثناء فسعادة الاخرين لم تأخذ من سعادتك وغناهم لم ينقصك رزقك وصحتهم لن تزيد مرضك فقط كن صاحب نية طيبة نقيا من الداخل اي تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ (لو 10: 27) احبوا بعضكم بعضا ولكن لا تقيدوا المحبة بالقيود بل لتكن المحبة بحرًا متموجًا بين شواطئ نفوسكم لذالك فان الإنسان الحكيم الذي يريد أن يحيا بمخافة الله وإرضائه عليه أن يدقق على حياته أمام الله، ويعرف أن جسده ملك للمسيح وللروح القدس الساكن فيه، وكل أعضائه هي ليست له بل هي للذي افتداه ومنحه عربون الخلاص والتبني .
إن الذي يخاف الله‏ ‏ لا يخطئ‏ وأما الذي يخطئ فإنه شاهد على نفسه أنه لا يخاف الله‏ ‏ والذي يخاف الله‏ لا يعمل شرًا حتى في الخفاء‏ لأنه يعرف أن الله يرى كل شيء‏ ويسمع كل شيء‏ ويفحص حتى أعماق القلوب ان مخافة الله بالنسبة للمؤمنين بأنها إحترام الله . والرغم من أن إحترام الله هو جزء من مخافته بالتأكيد، إلا أن مخافة الله هي أكثر من ذلك بكثير. فمخافة الله بحسب الكتاب المقدس تتضمن إدراك مقدار كراهية الله للخطيئة، والخوف من دينونة الله للخطيئة حتى في حياة الشخص كما إن مخافة الله تقود الإنسان إلى التوبة وتمنعه من فعل الخطيئة قبل ارتكابها.

أما إن سقط الإنسان في الخطيئة فإنها تعطيه رعبا من نتائج الخطيئة ومن عقوبة الله وهكذا تقوده إلى الرجوع إلى الله‏
واخيرا فمخافة الله تجعلنا نتيقن بأن كل شيء يأتي من النعمة وبأن قوّتنا الحقيقية تكمن فقط في إتباع الرب يسوع وفي السماح للآب بأن يسكب علينا صلاحه ورحمته. فالروح القدس ومن خلال موهبة مخافة الله يفتح قلوبنا ليدخل إليها صلاح الله ورحمته.
م – اسماعيل ميرزا

عن اسماعيل ميرزا

شاهد أيضاً

” اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي” “هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ”… “هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي ” اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي”(لوقا 22: 20،19) كان هذا عشاء الفصح الأخير للمسيح الرمز والمعاني (ج1)

” اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي” “هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ“… “هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ …