د – بشرى بيوض
أن الصوم هو فترة روحية مقدسة يهدف فيها الصائم إلى سموه الروحي، وهذا يحتاج إلى بعض التداريب الروحية وهي تختلف من شخص إلى آخر بحسب احتياج كل إنسان وقامته الروحية ويستطيع أن يمارسها بإرشاد أب الاعتراف. وبإيجاز نجيب على من يقول أنه يستطيع الصوم عن الطعام ولكنه لا يستطيع أن يحفظ لسانه من الخطأ بما قاله مار اسحق ” أن صوم اللسان خير من صوم الفم ” وعليه أن يدرب لسانه على الصمت وإن لم يستطع يستخدم هذه التداريب الثلاثة: لا تبدأ حديث إلا لضرورة، أجب بإجابات قصيرة، اشغل فكرك بعمل روحي يساعدك على الصمت كالصلاة أو التأمل في آية من آيات الكتاب المقدس
دائما ما يقترن الصوم باعمال الرحمه والتي هي تدل على قلب محب للاخرين بلا استثناء قلب على استعداد للعطاء لكل محتاج والصائم يشارك حتى في طعامه الذي لم ياكله في فترة صومه لاخوته المحتاجين كما كان يفعل اباءانا واجدادنا في الماضي وهذا جانب من جوانب الصوم ودليل على صحة الصوم وقبول الرب له
والصوم بالطبع ليس المقصود به ايذاء الجسد او لان الجسد واجب اخضاعه بالصوم ولكن الصوم الغرض منه مقاومة شهوة الجسد وخطاياه وكما قال ماراسحق السرياني (كل جهاد ضد الخطيئه وشهواتها يجب ان يبتدئ بالصوم)
لا يقتصر الصوم على الامتناع عن تناول بعض الأطعمة ، بل يجب أن يشمل المواظبة على حضور القداديس الإلهية التي تُقام في الكنيسة، وترديد التسابيح والمزامير الخاصة بالقيامة، وتقديم توبة حقيقية إلى الله والمواظبة على الاعتراف والتناول من الأسرار المقدسة، والعيش والانغماس في حياة العفة والطهارة وكبح الشهوات النفسية والجسدية، والالتزام بطقوس الكنيسة
ان الصوم هو الوسيلة الوحيدة لضبط الأهواء والشهوات حتى تنسجم حياة المسيحى مع روح الله الذى يقوده فى طاعة وخضوع وهو الطعام اليومى للحياة الروحية كما انه الصوم يؤهل النفس للانتعاش الروحى وهو يبدأ بالتوبة وينتهى بالقيامة
لذالك فان الذي يصوم عن الغذاء وقلبه لايصوم عن الشر ولسانه ينطق بالاباطيل فصومه باطل لان صوم اللسان افضل من صوم الفم وصوم القلب افضل من الاثنين والصوم هو عودة الخاطئ الى الحب والرحمة الالهية، هو الرجوع الى أحضان الآب والتوبة وطلب المسامحة والغفران
اقرن صومك بتدريب حواسك لتصوم عن الخطيئة والشر فى مواقف معينة كالغضب والادانة والشهوة ..الخ
وتدرب على ترك خطيئة معينة من الخطايا التي تسيطر عليك والتي تتكرر في كثير من اعترافاتك
اهتم مع الصوم بالإكثار من الصلاة وقراءة الكتاب المقدس والتناول ، وحضور الاجتماعات وعمل الخير والصدقة
حياة الصوم هى منهج حياة يتصف بأماته الذات والزهد فى الطعام والمقتنيات ، وسلوك يتسم بالانضباط والتدقيق وليس فى اوقات الاصوام فقط
نصيحة للقديس نيلس “أعتبر الصوم حصناً والصلاة سلاحاً والدموع غسيلاً ، وداوم على تلاوة المزامير لأن ذكرها يطرد الشياطين
أعطنا يا رب أن يكون صومنا ليس صوماً خارجياً من العمق … ليكن صرخة استغاثة وتجدد لنسير معك نحو قيامة حقيقية وليكن صومنا وصلاتنا متحدين مع اعمال الخير ومقبولين منك يا رب اليك نصلي ومنك نطلب فارحمنا يارب واستجب لنا .. آمين
مسيرة صوم مباركة للجميع
د – بشرى بيوض