الرب يسوع دنا منه تلاميذه وقالوا له لماذا تخاطبهم بالأمثال؟فأجابهم أنتم
أعطيتم أن تعرفوا أسرار ملكوت السماوات وأما هم فما أعطوا متى الاصحاح 13
الرب يسوع علمنا نحن وتلاميذه بأمثال عديدة كتبها البشير متى في انجليه كما
كتب البشيرين مرقس ولوقا ويوحنا كل واحد بكل ما سمعه من الرب الرب يسوع
وكتبوها وسجلوها لنا بالهام من الروح القدس في اناجيلهم والامثال التي كتبها
لنا البشير متى كانت عديدة وقسم منها لا توجد في اناجيل اخرى ونذكر من هذه
الامثال
غباوة هذا الجيل
( قال الرب يسوع بمن أشبه أبناء هذا الجيل هم مثل أولاد جالسين في الساحات
يتصايحون زمرنا لكم فما رقصتم وندبنا لكم فما بكيتم جاء يوحنا لا يأكل ولا
يشرب فقالوا فيه شيطان وجاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فقالوا: هذا رجل أكول
وسكير وصديق لجباة الضرائب والخاطئين لكن الحكمة تبررها أعمالها أمين ( متى 11
: 16-19 )
هذا الجيل أي معاصرو يسوع ومعاصرو الذين رفظوا أن يؤمنوا بالمسيح دليل على
قساوة قلوبهم وارادتهم السيئة كان على هذا الجيل أن يتوب مع يوحنا ندبنا لكم
ومع الرب يسوع زمرنا لكم الذي دشّن الملكوت فما تابوا ولا فرحوا ولا فرح
هولاء المعاصرين للرب يسوع ما عرفوا أن يستفيدوا مما قدمه لهم الله وفي زماننا
يوجد الكثير والكثير مثل معاصروا الرب يسوع ولم يفهموا اساساً لماذا جاء الرب
يسوع للعالم ولا يأكل ولا يشرب جاء يوحنا في حياة قشفة قالوا فيه شيطان وبمعنى
اخر وفي فكرهم أنه ما جاء من عند الله وعاش يسوع الحياة العادية يأكل ويشرب
فاعتبروه يحب الاكل والشرب وهاجموه لأنه يرافق العشّارين والخطأة فالفريسيون
يجعلون الناس يرفضون كل دعوة غير دعوتهم والحكمة تبرّرها أعمالها هذا الجيل
يرضى بحكمته التي علّمته كيف يرفض حكمة يوحنا المعمدان وحكمة الرب يسوع أو
حكمة الله أي قصد الله الخلاصي الذي اعترف الناس بصدقه على أساس أعمال يوحنا
ويسوع رغم معارضة هذا الجيل أمين
مثل الزارع
( قال الرب يسوع خرج الزارع ليزرع وبينما هو يزرع وقع بعض الحب على جانب
الطريق فجاءت الطيور وأكلته ووقع بعضه على أرض صخرية قليلة التراب فنبت في
الحال لأن ترابه كان بلا عمق فلما أشرقت الشمس احترق وكان بلا جذور فيبس ووقع
بعضه على الشوك فطلع الشوك وخنقه ومنه ما وقع على أرض طيبة فأعطى بعضه مئة
وبعضه ستين وبعضه ثلاثين أمين ( متى 13 : 3-8 )
المثل خبر يؤخذ من الطبيعة او من حياة الانسان من أجل العبرة التي يحملها
والبشير متّى ما اكتفى أن يستخرج تعليمًا من الحياة اليوميّة بل ربطها بحياة
يسوع وبحياة الكنيسة الزارع وماذا أعطى الزرع في الأرض؟ثلاثة حقول عقيمة لم
تعط ثمرًا يدوم وهناك حقل واحد أعطى ثلاث غلّات وثقة الزارع الذي هو الرب يسوع
بالغلال الأخيرة رغم بعض الفشل والإخفاق في هذا المثل نسمع من الرب يسوع يوجه
نداء إلى كل إنسان ليكون الأرض الطيّبة التي تعطي ثمرًا ونوعان من الأرض على
جانب الطريق أكله الطير فشل أول وأرض صخرية قليلة التراب نما بسرعة ويبس بسرعة
فشلٌ ثانٍ هو يدلّ على الذين يندفعون في خط الانجيل ولكنهم يتوقّفون بسرعة نوع
ثالث من الأرض يعرف الفشل بين الشوك والنوع الرابع الأرض الطيّبة الر ب يسوع
يقول لنا الذين يفتحون قلوبهم على هذه الكلمة فيسمعون ويفهمون ويلتزمون يدخلون
في هذا السرّ ويحملون ثمرًا أمّا الذين ينغلقون في أنانيتهم وكبريائهم فهم
يسمعون ولا يفهمون وينظرون ولا يبصرون المثل يتوجّه إلى كل من يسمع ويستعدّ
ليأخذ الموقف المطلوب أمين
مثل الزؤان
قال الرب يسوع يشبه ملكوت السموات كمثل رجل زرع زرعا طيبا في حقله وبينما
الناس نائمون جاء عدوه فزرع بعده بين القمح زؤانا وانصرف فلما نمى النبت و
أخرج سنبله ظهر معه الزؤان فجاء رب البيت خدمه وقالواله يا رب ألم تزرع زرعا
طيبا في حقلك؟فمن أين جاءه الزؤان؟فقال لهم أحد الأعداء فعل ذلك فقال له الخدم
أفتريد أن نذهب فنجمعه؟فقال لا مخافة أن تقلعوا القمح وأنتم تجمعون الزؤان
فدعوهما ينبتان معا إلى يوم الحصاد حتى إذا أتى وقت الحصاد أقول للحصادين
اجمعوا الزؤان أولا واربطوه حزما ليحرق وأما القمح فاجمعوه وأتوا به إلى
أهرائي أمين ( متى 13 : 24-30 )
المثل هو امتداد لمثل الزارع لكنه لا يتكلم إلّا عن الأرض الطيّبة ويجعل الزمن
يمتدّ حتّى الحصاد ونهاية العالم ووقت طويل بين المجيء الاول والمجيء الثاني
حيث تظهر أعمال العدو والله سيصبر حتى النهاية فيقبل بوجود الأبرار والأشرار
معًا حتى النهاية حين يتمّ الفرز والزؤان في الحقل مع الزرع الجيّد ولا يقدر
المؤمن أن يحكم بين صالح ورديء بل يترك الحكم لله أمين
مثل حبة الخردل
قال الرب يسوع يشبه ملكوت السموات كمثل حبة خردل أخذها رجل فزرعها في حقله هي
أصغر البزور كلها فإذا نمت كانت أكبر البقول بل صارت شجرة حتى إن طيور السماء
تأتي فتعشش في أغصانها أمين ( متى 13 : 31-32 )
حبّة من الخردل هي حبّة صغيرة جدًا تشبه حبّة العدس كذا هو الملكوت الذي يبدأ
صغيرًا وينمو فيصبح شجرة وكذا هي رسالة يسوع التي بدأت في الضعف ونمت نموًا
كبيرًا هذه الحبّة زرعها رجل هو الرب يسوع وأراد المثل أن يبيّن الصغر في
البداية والعظمة في النهاية أمين
مثل الخميرة
قال الرب يسوع يشبه ملكوت السموات كمثل خميرة أخذتها امرأة فجعلتها في ثلاثة
مكاييل من الدقيق حتى اختمرت كله أمين ( متى 13 : 33 )
تحوّل الدقيق كله بفعل هذا الخمير القليل العمل الخفيّ له أهميّته في الكنيسة
فلا نتوقف فقط عند المظاهر عند ما يُرى بل عند ما لا يُرى فما يُرى هو لزمان
وما لا يُرى يدوم الى الأبد هكذا يفعل الانجيل في القلوب أمين
مثل الكنز واللؤلؤة والشبكة
قال الرب يسوع يشبه ملكوت السماوات كنزا مدفونا في حقل وجده رجل فخبأه ومن
فرحه مضى فباع كل ما يملك واشترى ذلك الحقل ويشبه ملكوت السماوات تاجرا كان
يبحث عن لؤلؤ ثمين فلما وجد لؤلؤة ثمينة مضى وباع كل ما يملك واشتراها ويشبه
ملكوت السماوات شبكة ألقاها الصيادون في البحر فجمعت سمكا من كل نوع فلما
امتلأت أخرجها الصيادون إلى الشاطئ فوضعوا السمك الجيد في سلالهم ورموا الرديء
وهكذا يكون في نهاية العالم يجيء الملائكة وينتقون الأشرار من بين الصالحين
ويرمونهم في أتون النار فهناك البكاء وصريف الأسنان امين ( متى 13 : 44-50 )
الملكوت ثمين جدًا لهذا نضحِّي بكل شيء لكي نحصل عليه ونحن لا نحصل عليه
بالمال أو الأعمال الصالحة بل بالانفتاح الكامل على مجيئه وفي الماضي كانوا
يُخفون الفضة في حقل لئلَّا تصل إليها أيدي اللصوص نكتشف هنا قيمة الكنز
واللؤلؤة والواجب الذي يفرض عليه أن يبيع كل ما يملك لكي يحصل على الفرح
فملكوت الله يطلب الكثير باع كل ما يملك الكنز ثمين جدًا ونحن نضحّي بكل شيء
لنشتري الحقل ومن أجله نبيع ما نملك بل نتخلى عن كل شيء عند ذاك نحصل على
الفرح الذي يقدّمه الملكوت ولا فصل بين الأبرار والأشرار إلّا في النهاية
ساعةَ تصل الشبكة على الشاطىء وهكذا يكون الأبرار والأشرار معًا في الكنيسة
والملائكة حلّوا محلّ الصيادين بعد أن جاؤوا باسم ابن الانسان، ففصلوا الأشرار
عن الأبرار أمين
اعداد
الشماس سمير كاكوز
شاهد أيضاً
ايات بحرف اللام الجزء الاول سفر يشوع بن سيراخ
لا تحرم يا بني الفقير ما يعيش به لا تماطل عيني المعوز لا تحزن النفس …