لايمكن ان نعرف ونفهم اهمية موت وقيامة المسيح ، بمعزل عن فهم مقاصد الله ، لان قيامة المسيح كانت فريدة في مسار التاريخ. اثبت فيها انه أعظم من الموت وان له سلطان الحياة. تمكن من إقامة نفسه من الموت لأنه هو مصدر ومعطي الحياة (1كورنثوس 15: 45؛ يوحنا 6: 54-55)
اولا – هل مات يسوع حقا ؟؟…..
هناك الكثير من الشواهد الكتابية تؤكد موته . منها ..
جاء بانجيل البشير متى ” 27 : 50 ” والبشير مرقس 15 : 37 ” : “فصَرَخ يسوع بصوتٍ عَظيم وأسْلَم الرُّوح ” وقال لوقا البشير: “ونادَى يسوع بصوتٍ عَظيم وقال: يا أبتَاه، في يَدَيك أستَودِع روحي. ولمَّا قال هذا أسلم الروح” (لو 23: 46) وقال الرسول يوحنا : “وأمَّا يسوع فلمَّا جاءوا إليه لم يَكْسِروا ساقَيْهِ لأنهم قد رأَوه قد مَات” (يو 19: 33)، وبطرس الرسول يقول لليهود: “هذا أخذتموه مُسلَّمًا بمشورة اللَّه المَحْتُومَةِ وعلمـه السابق وبأيدي أثمة صلبتموه وقَتَلتُمُوه” (أع 2: 23).. وعندما كان المسيح على الصليب كان تحت الحراسة ، وقد لاحظ قائد المئة الذي كان مكلف بالحراسة ، فقال عندما اسلم يسوع الروح ، راى هوو الحراس ان الارض تزلزلة والصخور تشققت ، فخافوا جدا وقالوا حقا كان هذا ابن الله ” متي 27 : 54 ” ..؟؟؟ …
كان من عادت اليهود ان لا يبقي المصلوب على الصليب يوم السبت لانه يوم الرب ،جاء يوسف الرامه وهو تلميذ يسوع ونيقوديموس فاخذا جسد يسوع ولفاه باكفان مع الاطياب واخذوه الى بستان فيه قبر جديد وضعا يسوع ،يوحنا 19 : 38 – 43 ” ،
مما نلاخظ في سرد الاناجيل الاربعة للموت ” متي ومرقص ولوقا ويوحنا ” انهم يذكرون اسم المصلوب هو ” يسوع ” وهذا الاسم الذي كان يسوع معروفه به عند الناس لانه كان احدهم ، والرسل لم يضيفوا على الاسم اسما اخر على الذي كان على الصليب ، وهذا يثبت بان الذي مات على الصليب هو يسوع الانسان ، رغم ان اسم المسيح كان معروفا عند التلاميذ وكتاب الاناجيل ، اذ جاء بانجيل متي 16 : 13 – 18 ولما جاء يسوع الى نواحي قيصرية سال تلاميذه من يقول الناس اني انا ابن الانسان ؟؟ فاجاب سمعان بطرس وقال انت هو المسيح ابن الله الحي ” …
يسوع يقول انا ابن الانسان ، وبطرس يقول انت ابن الله ، والمسيح يؤيده بانه هو المسيح ابن الله ، هنا صار لنا الاسم مركب يسوع المسيح ، وعندما نقرأ فيلبي 2 : 6-8
الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، ”
الناس لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ
، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ “..
كما يعطينا البشير يوحنا 1 : 14 ” والكلمة صار جسدا “.. بمعنى ان الله الذي لايره احد ظهر بالجسد عندما اخلى نفسه واخذ له صورة يسوع الانسان ، فكان الظاهر امام الناس انسانا والغير الظاهر فيه الها ، فكان ذاته ذو صفتين او طبيعتين لاهوتية وناسوته معا ، انسانا كاملا بدون تغير او تاثير ، ولاهوتا كاملا بدون تغير او تاثر .. كان ياكل ويشرب كانسان ، وكان يعمل العجائب كاله ـ ومع ذلك قال له احد تلاميذه فيليبس ياسيد ارنا الاب وكفانا ،” لان فيليبس لم يكن يرى في يسوع الا الانسان “. ولكن قال له يسوع انا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يافيليبس الذي راني فقد راى الاب فكيف تقول انت ارنا الاب ” يوحنا 14 : 7 و8 ” ..المسيح هنا كشف عن شخصيته الحقيقة كونه الله الظاهر بجسد ،” الكلمة صار جسدا ، يسوع المسيح ..
يسائل البعض لماذا مات المسيح وهوابن اله ،؟؟
الجواب : ان الانسان.اخطا بحق الله وكسر وصيته ، لأن أجرة الخطية هى موت» (رومية 6: 23)، فكان الانسان بحاجة إلى الكفارة.. ولعدم استطاعته التكفير عن نفسه…. فقام الرب بنفسه بعمل الكفارة للانسان بسبب محبته له. وبما ان للكفارة شروط ، لا تطابق هذه الشروط الا على ابن الله يسوع المسيح فقدمه كفارة لخطايانا ، فكان إنساناً كاملا ينوب عنه، ليمثله أمام الله. (1بطرس 1: 19، 20).وليكون الوسيط، بين الله الانسان (أيوب 9: 33)! ومصالحا يمكنه أن يضع يده على الله من جهة وعلى الناس فى آن واحد، فهذا معناه أنه معادل لله وممثلا للناس ، فكان لا بد ان يسفك يسوع دمه من اجلنا (عبرانيين 9: 12 و22) و (خروج أصحاح 12) (1يوحنا 1: 7). (1بطرس 1: 18-20) ..
لان حتمية الكفارة هي لضمان بر الله ، وكون محبة الله وعدله متوازيان ومتساويان رحمته تريد مسامحة الخاطئ، وعدله وبره يحتمان إدانة الخاطئ. كانت كفارة المسيح على الصليب بان اسلم نفسه ومات بدل عنا ، اكمل كل شئ فخلصنا من الغضب الاتي ، رسالة عب 9 : 24 و 26 و28 ” وافسس 5 : 25 ” و فيلبي 1 : 6 ” رومية 5 : 6 – 8 ” . واكد برسالة بولس 1 كو 15 : 22 لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع ” ..
ثانيا – القيامه ..
كان يسوع قد تحدث امام الجموع علانية عن صلبه وموته وقيامته بعد ثلاثة ايام مرقس 8 : 31 ، وفعلا اقامه الله ونحن جميعا شهود لذلك .اعمال 2 : 31 ” …وهذا يؤكد انه الله المتجسد ..
والدليل على ان يسوع قام من بين الاموات هو :.
1– ان القبر كان فارغا ، يسرد لنا البشير لوقا في الاصحاح 24 : 1 – 6 شهادة بقيام يسوع من القبر ، يذكر ، في فجراول الاسبوع اتين ” نساء ” الى القبر حاملات الحنوط ، فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر فدخلن ولم يجدن جسد يسوع ، وفيما هن حائرات في ذلك ، اذ رجلان وقفا بهن بثياب براقة ، قالا لهن لماذا تطلبن الحي بين الاموات ، ليس هو هنا لكنه قام “… وكذلك يوحنا يذكر الحادثه 20 : 1 -8 ” عندما اخبرتهما مريم المجدلية بان القبر فارغ ، فخرج بطرس ” ويوحنا ” واتيا لقبر ونظرا القبرفكان فارغا والاكفان موضوعه والمنديل الذي كان على راسه ليس موضوعا مع الاكفان بل ملفوفا في موضع وحده ، ” هذا دليل بان المنديل ملفوف لوحده بمعنى ان السيد سيعود ثانية
2- المسيح ظهر للكثيرون حيث يذكر الرسول بولس برسالته الاولى الى كورنثيوس 15 : 3 _ 8
يؤكد لهم أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا ،
وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَقَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ ،
ظَهَرَ لِصَفَا ” لبطرس ” ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ
وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاق إِلَى الآنَ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا.
وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ.
وَآخِرَ الْكُلِّ ظَهَرَ لِي ” بولس ” ..وكذلك ظهر للاخرين منهم
.يقول لوقا 24 : 31 ” للتلاميذ العشرة في العلية. يوحنا 20 : 19 “.. وللتلاميذ ثانية ومعهم توما أول يوم بعد أحد القيامة. يوحنا 20 : 28 ” وللتلاميذ جميعًا في الجليل. وللتلاميذ السبعة في بحر طبرية صيد 153 سمكه. ولاسطيفانوس اعمال 7 : 55 ، وليوحنا في بطمس رؤيا 1 : 10.
لمريم المجدلية وهي تبكى عند القبر يوحنا 20 : 16 ولتلميذي عماوس ” غيرهم ..ان ظهورات الرب يسوع المسيح تاكد قيامته ، من هذا نفهم بان القيامة مسالة لاهوتية من حيث المعنى ، ولكن حقيقتها مسالة تاريخية حدث في زمن معين ، فالقيامة تشكل وجودا وعدما للمسيحيين عموما ، لان ايمان المسيحيين مبني اساسا على موت المسيح وقيامته ، وهذا الايمان مبني على حقائق واثباتات تاريخية ، معتمده من مصادر متعدده كتبت في القرون اولى الميلادية منها :..
اهم مصدر هو بيلاطس البنطي:
وهـو الذي كـان واليًا على اليهودية خلال الفترة 26 ـ 36م، في الرسالة الثانية والعشرين الى لسينيكا يقول فيها : بعد مواجهة يسوع بالاتهام حَكَمت عليه بالموت صلبًا، وتم بالفعل تنفيذ الحكم فيه هو واثنين آخرين ” …..
المصادر الوثنية
1- كورنيليوس تاكيتوس (56 – 118م)، مؤرّخ روماني كتب (حول احراق روما )، واتهم “نيرون” “المسيحيين”. الذين يأتي اسمهم من اسم المسيح الذي ذاق الموت خلال حُكْم طيباريوس بواسطة الوكيل (الوالي) بيلاطس البنطي”. (الحوليات 15: 44 ) ..
2- لوكيان السميساطي هو شاعر يوناني من القرن الثاني (115-200م) كتب ساخرا “.. أن المسيحيين ما زالوا يعبدون الرجل الذي عُلّق في فلسطين ويعبدون ذلك الحكيم المعلّق ويعيشون وفقًا لشرائعه “.. .
3- مارا بار سيرابيون، كتب في رسالة باللغة السريانية لابنه سيرابيون من السجن (ما بعد سنة 72 م): “وأية فائدة جناها اليهود من قتل ملكهم الحكيم؟ لقد تلاشت مملكتهم بعد ذلك الوقت مباشرة…
المصادر اليهودية
1-التلمود البابلي: هو جمع لتقاليد الحاخامات الذين عاشوا في القرون الميلادية الأولى
“في عشية عيد الفصح عُلق يشوع الناصري، وكان المنادي قبل ذلك بأربعين يوماً، يقول: “سوف يُرجم لأنه سَحَر وأغوى إسرائيل وأزاغه. أي شخص يقدر أن يشهد لصالحه، فليتقدّم ويدافع عنه”، لكن لم يشهد أحد لصالحه، فعلّقوه عشية الفصح” (مبحث السنهدرين 43 ” ..(( طبعا هذه الرواية وان كانت ملفقه الا انها تؤكد وجود يسوع وصلبه )) ..
2-تولدوت يِشو: وتعني تاريخ يسوع بالعبرية وهي مجموعة من النصوص القصصية الشعبية من القرن الميلادي الثاني وتم تسجيلها. في أقدم نصوصه وكتبت بالآرامية ، تقول
“صلبوه (يسوع) على جذع ملفوف وقبل أن يُصلب علم أنه مكتوب “لا تبت جثته على الخشبة (صليبا بالآرامية)”. في تلك الساعة أرسل للناس الذين أضلّهم قائلاً: “إن جئتم غدًا لن تجدوني على الصليب، لأني صاعد الى السماء ولن ترونني ..”… “.
3-فلافيوس يوسيفوس: مؤرخ يهودي روماني (37- 100 م )
في كتابه الاثار” كان في ذلك الوقت رجل حكيم اسمه يسوع ، كان يصتع العجائب ،وكان معلما ، جذب اليه الكثيرون من اليهود والامم ، وكان هو المسيا، وعندما اصدر بيلاطس الحكم عليه بالصلب بايعاز من رؤسائنا ” اليهود ” لم يتركه اتباعه ، اذ انه ظهر لهم حيا مرة اخرى في اليومة الثالث كما تنبا انبياء الله عن هذه الاشياء ، والمدعون باسمه المسيحين لازالوا موجودين ، (قديمات اليهود 18: 63 )..
هذه الإشارات الخارجية و الشهادات الكتابية الواضحة تبين: “أن المسيح مات من أجل خطايانا ، وأنه دُفن، وأنه قام في اليوم الثالث ” (1كو 15: 3-4) ..
يقول انجيل يوحنا 11: 25 “أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ من أمن بي ولو مات فسيحيا “.. هنا يؤكد بان لا توجد قيامة بمعزل عن المسيح، ولا حياة أبدية بدونه .. لان لاسلطان للموت عليه.في ” كورنثوس الأولى 15 : 55 أين شوكتك ياموت ،”..كان المسيح “بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ” (كورنثوس الأولى 15: 20).
وقيامة المسيح هي اساس الإيمان المسيحي. ،
كل الأديان الأخرى التي أسسها رجال أو أنبياء كانت نهاية المؤسسين لها الموت الابدي في القبر ، ولم نسمع بان احدهم قام من القبر ورجع ، كما المسيح مات وقام .فميزت المسيح ومكانته مختلفه كليا عن البقية ، فهو الله المتجسد ، نحن المسيحيين نعلم ونؤمن بان الكلمة صار جسدا ” يوحنا 1 : 14 ” وان الجسد قد مات و قد قام، وان لم يكن المسيح قد قام فلا رجاء لنا للحياة الأبدية. كما قال بولس الرسول، يكون إيماننا باطلاً”، والإنجيل بلا قوة، وخطايانا بلا مغفرة (كورنثوس الأولى 15: 14-19، أن يسوع قام لكي يكون رب الأموات والأحياء ، رسالة غلاطية 2 : 20 “
..ماذا فعل يسوع المسيح بعد القيامة ؟؟
في اعمال الرسل الاصحاح الاول يحدثنا عن المسيح بعد اقامته من الاموات ، يقول : بعد اقامته مكث اربعين يوما يعلم تلاميذه ويتكلم عن الامور المختصة بملكوت الله ، وانهم سينالون قوة من الروح القدس ، ويكونوا لي شهود ا في اورشليم وفي كل اليهودية والسامرة والى اقصى الارض ، ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون ، واخذته سحابة عن اعينهم ، وكانوا جموع يشخصون الى السماء وهو منطلق ، اذا رجلان وقفا بهم بالباس ابيض ، وقالا لهم ”
«أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ “.. .. امـيـــــــــــــن ….
المسيح قام حقا قام ..
وكل عام وانتم بالف خيـــــــــــــر
بقلم : المحامي يعكوب ابونا