عندما نقرأ صدق النبوات في العهد القديم التي اخبرت بمجيئ ولادة فعل الحُب على الأرض، ومنها نبوة النبي أشعيا7: 14. “هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيل”. وقد تمم الرب يسوع بصفته المسيح وكشفت عن حقيقية شخصية عمانوئيل ومعنى فعل الحُب الذي عاش معنا، وبدأ بزوغ فجر وعهد جديد منذ بشارة الملاك للأم مريم العذراء لتلد الرب يسوع في بيت لحم، عاش فعل الحُب وكبر ونمى وأصبح صبي وعلم في الهيكل، وتعلم مهنة النجارة من مربيه القديس مار يوسف البار وأصبح نجاراً ليعتمد على نفسه ويتحمل عبء العمل والمسؤولية لتوفير لقمة العيش لبيته، وأصبح ينمو بصورة متناسقة في جميع المجالات العائلية والأجتماعية والفكرية والروحية والرعوية.
فعل الحُب الذي أصبح أنساناً وعاش بيننا، فلا بد من وجود فاعل للحُب، لو كان الأمر بأيدينا لعدنا الى ذلك الزمان والمكان الذي عاش به ونسأل أولئك الناس من مختلف طبقات المجتمع وبالأخص الأشخاص المرضى والمعوقين والمنبوذي والمصابين بعلل وأمراض خطيرة يستحيل علاجها والتعافي منها.
والخطاة والجباة والعشارين وفاسدي الأخلاق والزنات واللصوص والقتلة الذي يُحكم عليهم بالرجم ويعدموهم ويقتلوهم دون محاكمة في طرق وأزقة المدينة، ولكن هولاء الناس المنبوذين والمتألمين والخطاة عندما التقوا هولاء مع الحُب وفعله الأنساني والألهي (الرب يسوع المسيح) لم يرفض أحداً ولم يهملهم مطلقاً وقد تخطى كل الحواجز القومية والعرفية والأجتماعية والعادات والتقاليد وغير مسيرة وطريقة حياتهم لا حُباً بالأقوال والكلمات بل حُباً بالأفعال والأعمال، لأن يسوع حُبه غير محدود للجميع وأسس مملكته الروحية الأنسانية وخلصهم من الخطيئة متجاوزاً كل توقعاتهم ودفع ثمن الخطيئة وفتح الطريق أمامهم وأمامنا الى اللـه، وهولاء البعض الأشخاص الذين عاشوا معه:
+ يسوع يشفي الأبرص. متى8: 1-4.
+ يسوع يخرج روحاً نجساً من رجل. مرقس1: 21-28.
+ يسوع يشفي حماة سمعان بطرس. مرقس1: 29-31.
+ يسوع يشفي مقعد عند بركة بيت حسدا. يوحنا5: 1-13.
+ يسوع يشفي رجلاً يده يابسة. مرقس3: 1-6.
+ يسوع يشفي المرأة الحدباء المعوقة منذ ثماني عشرة سنة. لوقا13: 10-17.
+ يسوع يشفي إنساناً مصاباً بالاستسقاء. لوقا14: 1-6.
+ يسوع يشفي الرجل المولود أعمى. يوحنا9: 1-16.
+ يسوع يشفي عشرة رجال مصابين بالبرص. لوقا17: 11-19.
+ يسوع يشفي أبن رجل من حاشية الملك. يوحنا4: 46-54.
+ يسوع يشفي المرضى ويغفر خطاياهم كما شفى المشلول، في البداية غفر له خطاياه قبل مرضه الجسدي، لتركيزيه على قوة ومعجزة الغفران الروحي، أي الخطيئة، وكانت لمسته الشافية جسدياً وروحياً نموذجاً ودليلاً لتغير حياة الناس ويؤمنون به وبقوته. متى9: 2.
+ يسوع يشفي الشحاذ الأعمى. متى20: 29-34.
+ يسوع يغفر للمرأة الزانية: يوحنا8: 1-11.
+ يسوع يشفي ذي اليد اليابسة في السبت. متى12: 9-14.
+ يشوع يشفي نازفة الدم. متى9: 18-26.
+ يشوع يشفي أعميين وأخرس. متى9: 27-34.
+ يسوع يشفي أعمى في بيت صيدا. مرقس8: 22-26.
+ يسوع يشفي صبياً به شيطان. متى17: 14-17.
+ حديث يسوع مع المرأة السامرية عند البئر: يوحنا 4: 1-26.
+ يسوع يأكل مع الخطاة في بيت الموظف الفاسد زكا العشار رئيس العشارين الذي تحرر وتخلص من أطماعه من جمع الأموال من فئات الشعب الفقراء والمساكين ليرضي المحتال الروماني، ولكن يسوع دخل بيته وأكل معه: لوقا 19: 13.
+ إحياء أبن أرملة نايين من الموت. لوقا7: 11-17.
+ إحياء أبنة يابرس. مرقس5: 21-43.
+ امرأة خاطئة تدهن قدمي يسوع بالطيب. يوحنا7: 36-50.
+ يسوع يطرد الأرواح النجسة الى الخنازير. متى8: 28-34.
+ يسوع يقيم لعازر من بين الأموات. يوحنا11: 37-44.
+ يسوع على الصليب في أخر لحظات أنفاسه حياته الأخيرة، قال: فعل الحُب الحنان والغفران الى أقصه، ولم ينتقم من جلاديه وقال: يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ. لوقا23: 34.
كل هذا مدون في بشارة الأنجيل المقدس، ولكن كثيرة هي الأعمال والأفعال والمعجزات التي قام بها فعل الحُب على مدى سنوات عمره، لأن الرب يسوع تكلم وعلم تلاميذه التعاليم والوصايا لتكون أفعال وأعمال، حتى بعد صلبه وموته وقيامته المجيدة، أصبح لتلاميذه أعمال بقوة الروح القدس كما نقرأ في (سفر أعمال الرسل، وليس سفر أقوال الرسل) وتناقلتها الأجيال بأن تكون أعمال فعل الحُب الذين تعلموا من فاعل الحُب. ومثال على ذلك عن أعمال الرسولين القديسين بطرس ويوحنا في شفاء كسيح، ، فقال بطرس: قم وأمشي. أعمال الرسل3: 1-10.
كل عام يستعد العالم بأحتفال مهيب ومجيد وفرح وسرور للأستقبال فاعل الحُب مُخلص وفادي جميع شعوب للعالم أجمع بدون تفريق، لأن الحُب يجمع ولا يفرق بين أنسان وأخر. ونحن ندخل السنة الثالثة من بدء جائحة كورونا التي أشتاحة عالمنا، وخلالها عشنا خبرات أيمانية وروحية مختلفة ومتنوعة من صلاة وصوم ودعوات من كهنة ورجال الدين، ومعنوية وأنسانية تبادلتها شعوب العالم من خلال أكتشاف وصناعة أدوية وعلاجات لأنقاذ البشرية من الوباء والفناء من جهود العلماء والأطباء والكوادر الطبية بكافة مستوياتها.
يبقى رجاءناً بفاعل الحُب الألهي الشافي والمخلص والفادي يسوع المسيح.
شامل يعقوب المختار