لماذا أنا هنا؟

كان أحد الأشخاص متشوقاً لزيارة أحدى الأماكن الدينية المهمة في أيمان وعقيدة أهله وعشيرته، والتي سمع عنها كثيراً منهم، فقرر أن يشترك في أحدى الرحلات السياحية. وبفعل قد أشترك برحله لعدة أيام مع مجموعة مختلفة الثقافات والمعتقدات. ومنذ اليوم الأول كان ملتزم بالوقت مع مجموعته حسب جدول الرحلة المقرر.

عندما وصلوا الى أحدى المواقع الدينية المهمة جداً، فرأى جميع الناس الحاضرين يصلون ويركعون ويبتهلون ويرتلون ويطوفون حول المكان، ويوقدون الشموع، فكان هو صامتاً ويردد بقلبه تلك الصلاة القصيرة التي تعلمها منذ كان صغيراً من والديه فقط. وكان يسمع أصوات صلوات رجال الدين والناس من هنا وهناك في، ولكن هو لا يعرف ما هي الصلاة التي يستوجب صلاتها في هذا المكان المقدس. فقال: لماذا أنا هنا؟ وكانت رغبته بمشاركة مجموعته الحاضرة معه بالصلاة قبل خروجه من المكان ليتبارك منها، فطلب من أحدهم أن يعلمه صلاة.

فقال له: ترى تلك اللوحة موجود فيها صلاة قصيرة يمكن أن تقرأها وهي صلاة ودعاء. ذهب ووقف بكل خشوع وأحترام وروع أمامها، وبدأ يقراء ما مكتوب في تلك اللوحة، ولكن لم يفهم معناها الحقيقي وماذا تعني هذه الصلاة ومن هو كاتبها؟ قبل أن يترك المكان، أوقد الشموع، وقدم من عطاياه، وخرج من المكان بكل هدوء وصمت وتأمل داخلي.

بعد أنتهاء رحلته وعودته الى بيته، أخذ يبحث ويقراء عن تلك المواقع المهمة التي زارها في رحلته، وكل ما يتعلق بها. فقرر أن لا يشترك بأي رحلة ولا يسافر الى أي مكان قبل ألاطلاع والبحث على تاريخ وحضارة وثقافة تلك البلاد وحياة العباد. ولا يكون في موقف محرج مع نفسه أولاً، ونظرة الأخرين له في رحلاته القادمة.

قال: يجب أن أتعلم ثقافة السفر والسياحة.

ولماذا أنا أسافر؟

شامل يعقوب المختار

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

قراءات عيد مريم العذراء المحبول بها بلا دنس

الحكمة والشريعة سفر يشوع بن سيراخ 24 : 1 – 32 الحكمة تمدح نفسها وتفتخر …