منذ شهري تشرين الثاني وكانون الأول من عام 2019 بدء أنتشار وباء كورونا القاتل في أرجاء العالم المعمورة، وقد حرصت وعملت كافة حكومات الدول بكل طاقتها السياسية والأدارية والصحية والأعلامية ووضعت الخطط الازمة عن كيفية الحفاظ على شعوبها من هذه الجائحة سريعة الأنتشار، وسعت كل المؤسسات الصحية بكل كوادرها الطبية من علماء وأطباء وممرضين ومتطوعين للأيجاد العلاج الوقائي الطبي للأنقاذ البشرية من الوباء. وكانت بوادر الأمل التي أشرقت مع نهاية شهري شباط وبداية أذار من عام 2022 للتخلص من هذا الوباء بشكل تدريجي بعد تلقيح أكثر شعوب العالم.
نعود الى أبونا، أو الأب الكاهن الوحيد الذي كان يخدم ضمن رقعة جغرافية كبيرة وينتقل من مدينة الى مدينة ليحتفل بالقداديس الأسبوعية والدورية، وأيام الأحد والمناسبات الدينية، والأحتفال بمراسيم العماذ، الخطوبة، الزواج، والتعازي على مدار السنة. وكان يرتدي الكمامة الوقاية أثناء تلك المراسيم وبالذات وقت التناول القربان المقدس، وكان تفكيره ينصب على سلامة المؤمنين ورعيته الذي يلتقي معهم خلال وجوده في الكنائس الذي يقم فيها القداديس، وزياريه بيوتهم أذا أضطر الموقف، والأماكن العامة حفاظاً عليه أولاً وعليهم ثانياً. وهي ليس أنانية منه الحفاظ على نفسه أذا مرض وأصيب بالفايروس يجب أن يحجر نفسه لمدة ما بين سبعة الى خمسة عشر يوماً، وهنا يجب عدم مغادرة مكان أقامته حسب التوجهات الصحية لعدم تناقل وأنتشار الفايروس. وكان تفكيره برعيته خلال مدة حجره سوف تتوقف كافة القداديس والمراسيم الأخرى، وبالذات من لديهم مناسبة بعد أن حجزوا قاعة ومصور وفرقة موسيقية الأحتفال وتوزيع بطاقات الدعوة على المدعوين من الأهل والأقرباء والأصدقاء، وفي حالة أصابته صعوبة وجود كاهن بديل أذا أصيب أبونا بالفايروس في زمن وباء كورونا.
بعد أن صدرت تعليمات جديدة من الجهات الصحية بعدم أرتداء الكمامة في بعض الأماكن الداخلية والخارجية ووسائل النقل، أستمر أبونا يرتدي الكمامة أثناء خدمة تناول الحاضرين بالكنيسة دم وجسد ربنا يسوع المسيح المقدس حفاظا على الجميع، ولكن بعض من الشعب كان تفكيرهم ضيق أو قريب أو بعيد أو وقتي ويفكرون ويتحدثون لمدة ساعة أو ساعتين داخل الكنيسة أو في قاعتها أو خارجها، وهم لديهم كل المعرفة الكاملة بأن أبونا الوحيد يتنقل من مكان الى مكان لتقديم خدماته لرعيته ومن المحتمل يأخذ الفايروس من أحد أفراد رعيته.
فهنا على مَن تقع المسؤولية على أبونا أم رعيته؟ وما هي مسؤولية كل واحد من موقعه؟ عندم تتحمل المسؤولية وتعرف موقعك، وحتى لا تكون أصواتنا وأحاديثنا من هنا وهناك، قال هذا: وقالت هذه: يجب أن نفكر بواقعية ومصداقية وعقلانية، ماذا نقول نحن أو ماذا أقول أنا؟ وأعيش الموقف بنطاق وصورة واسعة وواضحة وليس ضيقة ووقتية. كمامة الفم والأنف كانت السلاح والموقع الدفاعي الأول للوقاية من تصدي وأنتقال الفايروس من شخص الى أخر.
نتمنى الصحة والسلامة للجميع.
شامل يعقوب المختار