في أحدى الجلسات الأجتماعية تم التعارف الحاضرين بعضهم على بعضهم، وكانت أحدى النساء تشيد ببطولة أحد الشباب المقاتلين أثناء الحرب ودخوله عدة معارك في جبهات القتال وأصابتهُ مرات عديدة، وهذا المقاتل كان حاضر في الجلسة وهي تشير اليه، ولكن أحد الحاضرين كان مستمع جيد ويتنصت بما تقوله تلك السيدة. بعدها تحدث أحد الحاضرين وسأل المقاتل:
كم عدد الأنواط والأكراميات المالية التي حصلت عليها؟
أجاب المقاتل: نوط واحد ورواتب شهرية.
قال الرجل: هذا غير معقول بما تحدثت تلكَ السيدة عنكَ.
قال لهُ: صحيح هو نوط واحد.
قال الرجل: ما هو نوع وأمتيازات هذا النوط المميز.
أجابه المقاتل: هو نوط الحياة.
قال الرجل: أنتَ تمزح لأن لا يوجد في بلدنا نوط أسمه نوط الحياة.
أجابه المقاتل: نعم أنا حصلت عليه، وسوف أشرح لكَ ماهو نوع هذا النوط وما هي مميزاتهُ يا سيدي الكريم.
+ أولاً: خرجت من كل المعارك والحرب الطويلة سالماً بأستثناء أصابات وجروحات جسدية وتعافيت منها والشكر للرب.
+ ثانياً: رجعت الى أبي وأمي وعائلتي وأهلي وأحبائي سالماً، ولم أستشهد، وأن أستشهد فقدمت الى وطني عرقي ودمي وروحي بالدفاع عنه، وهو واجب قبل كل الأنواط.
+ ثالثاً: رجعت الى عملي.
+ رابعاً: تزوجت ورزقني الرب بأطفال الا ليس هذه نعمة بأن أرى أولادي وأحفادي في الجامعات والوظائف لبناء الوطن.
+ خامساً: المهم يا سيدي الفاضل: صحيح نحن نتقاتل وندافع من أجل الوطن، ولكن ليس نموت من أجل الموت، أن متنا ماذا يستفاد الوطن؟ يجب علينا أن نعيش من أجل نبني الوطن لكَ والجميع ونعيش السلام والأمان بعيداً عن الحروب وأنما الى التقدم والأزدهار والبنيان.
أخي الفاضل أقول لكَ: الأن أنا جالس بينكم ليست هي حياة نتقاسمها في مثل هذه المناسبة الأجتماعية، ماذا لو حصلت على أنواط وأنا ميت شهيد.
فهل أستحق نوط الموت؟ أم أستحق نوط الحياة من أجل الأنسان والوطن؟
شامل يعقوب المختار