التغيير يبدا باكتشاف بان هناك خشبة في عينك

ان السيد المسيح يدعونا اولا الى إصلاح ذواتنا اي أن نخرج الخشبة من أعيننا قبل أن نعمل على إصلاح عيوب الآخرين وإخراج القذى من عيونهم لأنه عندما نصلح ذواتنا عندئذ مثلنا الصالح سيرتنا الصالحة وحدها تكفي لإصلاح الآخرين لأن الناس بحاجة إلى المثل الصالح أكثر منه إلى الكلام الصالح لذا فيجب اولا العمل على إصلاح الذات لأنه إذا أمضينا وقتنا في انتقاد الآخرين فلا يبقى لنا الوقت لكي نحبهم فمن منا مخول من قبل الله ليدين الناس بل على العكس فان الله يطلب منا الرحمة كونوا رحماء كما أن أباكم رحيم. لا تدينوا فلا تدانوا والقديس يعقوب يضيف قائلاً أما أنت فمن تكون حتى تدين القريب؟ (يع 4/ 12) كما ان السيد المسيح نفسه امتنع عن دينونة المرأة الخاطئة بقوله: وأنا لا أحكم عليك اذهبي ولا تعودي إلى الخطيئة من بعد (يو 8/ 3-11)

ان العمل الشرير يبدا بمجرد فكرة واحدة فأفكارنا قادرة على تلويثنا وجرنا إلى الخطيئة وسماحنا لأفكار أن تتركز على الشهوة أو الحسد أو البغضة أو الانتقام او النميمة والكذب لذالك فان هذا كله يؤدي إلى أعمال شريرة في حياتنا نلقي بذور، ونحيا متحركين نحو الأمام ونمضي قدماً منتظرين زمان الحصاد لا نتعجل ولا نتوانى إنما دائماً نعمل في رعاية بذورنا وفلاحة حياتنا؛ ولكل بذرة ثمرتها الخاصة ولكل إنسان فلاحته الخاصة في بستان الحياة، فإن زُرِعت بذرة صالحة في أوانها وزمانها، يأتي الثمر في أوانه ونستعد لأزمنة الحصاد لنحصد ما زرعناه إنّ حسد الشيطان هو من يُدخل الخطيئة إلى العالم بما فيها الأنانية والغيرة وتنقسم على بعضها بعضًا. وهذا ما يدعو إلى الثرثرة فيما بينهم تبدأ الانقسامات من اللسان، وهذا نسمّيهم “زارعي الزؤان” من يزرعون الانقسام والخلاف وكما يمكن للسان أن يدمّر عائلة او جماعة اومجتمع في زرع الحقد او الكلام الفارغ

 ان من يركز نظره على السماء وعلى المسيح مهتمًا بأبديته، يرى المسيح في نوره وبهائه ويقارن مع حاله فيكتشف بشاعة خطيئته، أمّا من يركز على الناس فسيرى أخطاءهم وسيرى أنه أفضل منهم وهذا يقوده للكبرياء والضياع. أماّ من يرى خطيئته وبشاعتها فسيصرخ لله طالبًا الرحمة فيخلص. وهذا هو تفسير قول بولس الرسول “الخطاة الذين أولهم أنا” فهو عينه مفتوحة على السماء وعلى قلبه، فيرى جمال ونقاء المسيح وفي نور المسيح الذي أضاء قلبه يرى خطايا لا نراها نحن بل يرى أن خطاياه هذه أنها كبيرة، وفي انشغاله بنور المسيح وبخطيئته لا يرى خطايا أحد

يطرح السيد المسيح هنا سؤالين

1 – لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك (متى ٣:٧) ؟ أي لماذا التدخل في شؤون الآخرين؟ إذ عندما نتدخل في أمور غيرنا نسيء إلى نفوسنا. فإننا بذلك نفتح المجال أمام الآخرين للتدخل في شؤوننا. وإذا أردنا أن نتدخل في أمور غيرنا فليكن الدافع مساعدة الآخرين. لماذا نصلّي من أجل الضعيف ونرفع المجرّب، ونساعد الفاتر. هل نحاول بهذا أن نُظهر خطايا الآخرين لكي نُبرز برّنا. ننظر القذى في عين الآخرين، ونتناسى بأنّ في عيوننا خشبة. عند الآخرين ضعفات وسقطات وهفوات، وعندنا أيضاً. ولكننا أحياناً نتصرف بذكاء وبحذاقة، نخفي بهما الخشبة التي في عيوننا، وهذا النوع من التصرف ينعته المسيح بالرياء، أي السلوك غير الصريح. نحاول أن نُظهر نفوسنا بعكس ما نحن. والأسوأ من ذلك أننا نحاول تبرير نفوسنا على حساب سمعة الآخرين، وذلك بتحويل الأنظار إلى أخطاء الآخرين

والعلاج الذي يقدمه المسيح هو أن نفطن للخشبة التي في عيوننا. أن نصلّي أولاً لأجل نفوسنا، لأجل ضعفاتنا وهفواتنا وانحرافاتنا. فالرسول بولس يحثّ تيموثاوس على مراقبة نفسه بالقول: «لاحظ نفسك….» (١تيموثاوس ١٦:٤)، «أحفظ نفسك طاهراً….» (١تيموثاوس ٢٢:٥)

«2 – أم كيف تقول لأخيك دعني أخرج القذى من عينك وها الخشبة في عينك» (متى ٤:٧)؟ أي كيف تقدر أن ترى القذى وفي عينك خشبة؟ ظاهر العمل سليم لكن الدوافع غير سليمة. أنت تقول: يا أخي…. يا أخي. دعني أخرج القذى ولكن المسيح يقول لك:«يا مرائي أخرج أولاً الخشبة من عينك» (متى ٥:٧). معاملة الإخوة تفرض عليك نوعاً من التصرف أسمى من ذلك. أنت تتظاهر بأنك تعمل لخيره ولكنك تخفي في قلبك مرارة وبغضاً

واخيرا رتب أولويات حياتك كما يريدها الرب لكي تتمتع بهذا الحس الروحي الذي يريدك الله أن تحياه في حياتك

م – اسماعيل ميرزا

عن اسماعيل ميرزا

شاهد أيضاً

الكنعانيون

سفر تثنية الاشتراع 23 / 13 – 14 وليكن لك خلاء خارج المخيم تخرج إليها …