اليوم الذي يبدا في الصلاة ينتهي بالانتصار

اليوم الذي يبدا في الصلاة ينتهي بالانتصار
د – بشرى بهنام بيوض
ان الانسان المؤمن الذي يريد ان ينتصر دائما يحترس في كل لفظ ينطق به، وفي كل عمل يعمله لأنه يؤمن أن الله موجود في كل مكان، ويسمع ويرى كل ما يفعله لذلك هو يخجل من أن يرتكب خطيئة أمام الله الذي يراه بل أن المؤمن يدقق بحيث أن أفكار الخطيئة لا يقبلها عقله ولا شهواتها تسكن في قلبه وذلك لأنه يؤمن تماما بأن الله يفحص القلوب ويقرأ الأفكار ذاته نقيا طاهرا وذالك وبالصلاة اليومية ينتصر دائما في كل شي سواء في العلاقات في العمل او العائلية او الاجتماعية وغيرها فيفرح دائما .
ولكي ينتصر الانسان في حياته يجب ان تكون صلاته مبنية على الادراك الروحي لكلمة الله ، ولا يكن ادراكا روحيا الا من شخص ممتلئ بالروح القدس وله حياة النمو الروحي وحياة الملء المستمر ، وله حياة الثقة والايمان الدائم و كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه ولكي ننتصر دائما يجب ان نصلي ونطلب من الله ان يملاء قلوبنا بسلامه ويقودنا لنكون صناع سلام فى أنفسنا ومع الله اولا وثانيا مع الناس من خلال صداقة وسيره فى الحياة ولنعمل في ارادته فى حياتنا اي ارادة الرب وفى محبة وفرح وسلام ونكون صناع سلام بين الناس، فلا ننقل أخبار مزعجه لاحد ولا نصنع شئ بخفة أو حسد أو كراهية بل ندعو الى المحبة والإيمان والمصالحة كرسل سلام وسط عالم مُتعب {طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون} (مت 5 : 9).لذا يجب علينا ان نعمل على هدوء الحواس وعدم طياشتها وهدوء الفكر والتفكير المتزن الذى يضبط بقوة وفعل الروح القدس وينقاد الى السلام والمحبة وعمل البر ومصادقة اناس ذوى حكمة ووقار وعلينا ان نصطلح مع الله بالتوبة والرجوع اليه والسير على خطي القديسين ونصغى لصوت الله في داخلنا ونطيع كتابه المقدس ونحول وصاياه لتكون لنا روح وحياة منتصرة دائما .
اننا نشعر بحاجتنا الماسة الى الصلاة في مواقف عديدة من الحياة، أكانت مواقف سارة أم مواقف تدعو للقلق حينما نحصل على كل رغباتنا البشرية، نشعر بفراغ خانق، وكأن جوعنـا نحو المزيد يأخذ بخناقنا، وحينمـا نفكر في ما يمكن للمسـتقبل ان يُخبئَه لنا من مفاجآت غير سارة، ونحن نتأمل الاحداث المؤلمة المفاجئة التي ألمّت بأحد من اقربائنا أو معارفنا، نشعر بغصّة الفزع، ونفهم بسرعة ان الموقفين اللذين نتخذهما من الصلاة في حالات الإحباط : أي موقف التذمّر أو موقف الإنقطاع عن الصلاة، لا يجديان نفعًا، علينا
الاقتداء بالمسيح، فنندفع بكل قوة وثقة ونلقي انفسنا بين يدي الله ابينا و في هذه الحالات تزداد نفوسـنا عطشًا إلى الإله الحي، فنرفع افكارنا تلقائيًا الى ذاك الكائن العلي والمحب، ونرفع صراخنا الى الله الذي في إمكانـه وحده ان يشـبع جوعنا إلى السـعادة، ويروي عطشنا إلى الاطمئنان وراحة البال فننتصر .
ان الصـلاة تعني ان نصوّب نظرنا الداخلي نحو الله السـاكن في اعماقنا، وان نستسلم لنظرة الله الحنون التي ترافقنا في كل لحظة فلذاك فان كل يوم يبدا بالصلاة ينتهي بالانتصار
أن الرب يسوع المسيح تغلب على الشيطان والأرواح الشريرة بقوته الإلهية وأما نحن البشر فلا نستطيع مقاومة أي روح بدون الإستعانة بروح أقوى من الروح الذي نريد أن نقاومه لذالك يجب أن نستعين بروح الله القدوس لكي نقدر أن نقاوم الشيطان والكتاب المقدس يقول إن كل من يؤمن بالرب يسوع المسيح يحل عليه الروح القدس (أي روح الله العلي) ويسكن فيه دائماً إذن بواسطة روح الله الساكن فينا نحن المؤمنين نستطيع أن ننتصر على الشيطان وأعوأنه، إذ نلتجيء إلى الله والاعتماد عليه ونتكل عليه اتكالا كليا وكذالك بالصوم والصلاة فعندما يكون الله معنا فمن يقدر علينا؟ كما يقول الكتاب المقدس إن كان الله معنا فمن علينا؟ (رومية 31:8)
ان الرب لايهمل احد ولاينسى احد وانه يسمع الكل ونحن نصلي له همسا وصوتنا يصل الى السماء والرب يسمعنا ويرانا ويعرف ما بداخلنا وانه لايتخلى عنا ويستجيب الى صلواتنا ويحقق امنياتنا وهويعرف ماينقصنا ويعطينا فقط مايفيدنا وبحكمته يبعد عنا ما مايضرنا فيارب نصلي ونطلب منك ان تفتح عقولنا وتنير بصائرنا لنفهم تدبيرك في حياتنا ومقاصدك واحكامك وندرك دائما انك تختار الافضل لنا وان وراء كل تجربه حكمة وانه بعد كل الم وصبر رجاء نفرح به فننتصر على قوى الشر .
يارب يسوع نحن نصلي دائما ان تعطينا النعمة والثبات في الإيمان بك لكي ننتصر على قوة الشرير فنعيش بنوئتنا باتحاد دائم معك،نحن نثق في محبتك لنا وعنايتك لنا، بأنك تمنحنا نعمة الحياة بما نحتاج اليه من خيرات مادية وروحية، فنسلم لك حياتنا بثقة بين يديك، فلا نجعل إي قوة أخرى تملك علينا، غير الله مالك حياتنا فننتصر دائما معك امين
د – بشرى بهنام بيوض

عن د. بشرى بيوض

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …