التوبة في صوم “باعوثا” نينوى …الحلقة السادسة والعشرون

الأصل التاريخي: أن السبب الأول لهذا الصوم المعروف “بالباعوثة” هو توبة أهالي نينوى عاصمة مملكة الأشوريين وغفران اللـه لهم أثر كرازة يونان (وهو أسم نينوى مقلوبا، ويعني الحوت) ، (كما جاء في سفر يونان). والسبب الثاني هو تفشي وباء الطاعون في القرن السادس في المحافظات الشمالية: نينوى وحدياب وكركوك والذي اودى بحياة كثيرين، فدعا رعاة الكنيسة الناس الى الصيام والتوبة والصلاة مدة ثلاثة أيام اقتداءً بأهالي نينوى ليكف عنهم الطاعون، والسبب الثالث يعود الى خلاص عذراى دير بقرب نينوى من امير المنطقة الوثني الذي أرسل جنده ليحملوهن اليه فيختار منهن من يشاء، ولما وصلهن النبأ قضين ليلتين بالاصلاة والصوم، فكان أن مات الامير في الليلة نفسها.

ونظراً لآهمية هذه الأحداث: غفران اللـه للأباء والأجداد وخلاصهم وتذكره الأبناء بلزوم التوبة والأحتراس، استحسن البطريرك حزقيال (570-581) هذه الممارسة التقوية فقرر أن يصوم المؤمنون كل عام ثلاثة أيام. ابتدءاً من الأثنين السابق للصوم الكبير بثلاثة أسابيع وأن يقبلوا على الكنائس بقلوب منسحقة ويبتهلوا الى اللـه لنيل رحمته، ولا يزال ينقطع حتى اليوم مؤمنوا كنيسة المشرق في العراق عن طعام الى الظهر ممتنعين عن تناول الزفرين ومعتبرين هذا الصوم بمثابة فصح ثان.

خاصة مار افرام ونرساي وبركات تحث على التوبة والاقلاع عن الخطيئة اقتداء بأهل نينوى والعيش بمحبة.
وتختم بالأحتفال بالقداس، وهنالك بعض حركات رمزية مثلاً الركوع والنهوض بين مزمور وأخر وأثناء الطلبات والبركات.

فالركوع يرمز الى السقطة والنهوض الى القيامة.

المصادر: المشرق- الأب لويس ساكو – العدد 8 السنة الثانية سنة 1996 صفحة 491-492
الموسوعة الكلدانية- كتاب تاريخ الكلدان صفحة 88

الناشر/ شامل يعقوب المختار

عن شامل يعقوب المختار

شاهد أيضاً

قراءات الجمعة الثانية بعد الميلاد

خروج 15 : 11 – 21 ، ارميا 31 : 13 – 17 من مثلك …