التواضع باب النعم والكبرياء باب الخطايا

التواضع هو الاعتراف بالخطأ والضعف وطلب الحكمة والقوة والمعرفة من الله لا من اجل ان نفتخر بها ولكن لكي ننتصر فى حروبنا ضد الشيطان والخطئية ولكى نسلك بامانه امام الرب الهنا والتواضع ايضا هو مناقض للكبرياء وحب الظهور لذالك فان السيد المسيح وهو الله الظاهر فى الجسد عندما جاء الى ارضنا متجسدا اخلى ذاته من المجد وتواضع وولد فى مذود للبقر وعاش وديعا متواضعا ودعانا ان نتعلم منه لنجد راحة ونعمة { احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم} (مت 11 : 29). وقال يسوع ( للثعالب اوجرة ولطيور السماء اوكار واما ابن الانسان فليس له اين يسند راسه }(لو 9 : 58). نعم يسوع تواضع ليرفعنا وجاع ليشبعنا وعطش ليروينا وصعد على الصليب ليكسونا بثوب بره ولكي يقدم لتلاميذه ولنا مثالا عملياً فى التواضع وقد رايناه يقوم بعمل العبد فى غسل ارجل تلاميذه {فلما كان قد غسل ارجلهم و اخذ ثيابه واتكا ايضا قال لهم اتفهمون ما قد صنعت بكم.انتم تدعونني معلما وسيدا وحسنا تقولون لاني انا كذلك.فان كنت وانا السيد والمعلم قد غسلت ارجلكم فانتم يجب عليكم ان يغسل بعضكم ارجل بعض.لاني اعطيتكم مثالا حتى كما صنعت انا بكم تصنعون انتم ايضا.الحق الحق اقول لكم انه ليس عبد اعظم من سيده ولا رسول اعظم من مرسله.ان علمتم هذا( فطوباكم ان عملتموه} لذالك علينا ان ندرب انفسنا على الاتضاع حتى بالأشياء البسيطة التي يستطيع أي إنسان أن يعملها.لنصل لما هو أعمق وأنت تستطيع مثلاً أن تقدم غيرك على نفسك في أشياء بسيطة في الحياة اليومية: فمثلاً تجعل غيرك يسبقك في الدخول إلى المكان، أو تقف أنت من اجل ان تفسح المكان لشيخ احتراماً لسنه ، أو لا تقاطع غيرك أثناء كلامه او تنسب الفضل لفاعليه والمشاركين فيه . ان السيد المسيح لا يعتبر المسيحية مجرد وصايا كبرى وفلسفات لاهوتية لكنه أعطانا المسيحية كحياة عملية معاشة ومن خلال التصرفات البسيطة التي يستطيع الإنسان أن يتعلمها سوف يتعلم الفضائل الكبيرة التي تجعله يصل إلى قمة الحياة الروحية فلابد ان نعترف بنعمة الله التى تعيننا فى جهادنا ونخفى فضائلنا كما نوارى سقطاتنا ونريد ان يغفرها الله . ثق فى معونة الرب لك فى الطريق الروحى الذى سبقك اليه السيد المسيح ورسله وقديسيه { صلاة المتواضع تنفذ الغيوم و لا تستقر حتى تصل ولا تنصرف حتى يفتقد العلي ويحكم بعدل ويجري القضاء} الهنا الوديع لك نطيع وتحت صليب محبتك نتأمل المحبة الباذلة والرحمة الغافرة والسلام العجيب والحكمة الهادئة والتواضع الذى يحتمل تجديف الاعداء وخيانة الاصدقاء وجفاء الابناء تصنع معهم خيراً ، ان صبرك وحلمك ومغفرتك للصالبين يعلن لنا كيف يكون الحب ومعنى ان يضع المحب نفسه من أجل أحبائه

أن الكبرياء تسد باب القلب وتغلقه فى وجه المسيح الوديع المتواضع لأن الكبرياء أول الخطايا (سى10: 15) وكما ان التواضع هو انكسار النفس بدون مذلة ، وهو خشوع القلب بدون مهانة ، وعدم افتخار الإنسان بمواهبه

ان المتواضع إنسان وديع، والمتكبر يفقد روح الوداعة والمتواضع، هو إنسان هادئ وديع يتصرف في كل أمر بهدوء في الفكر والقلب وهدوء في الأعصاب وهدوء في التعامل ويحل كل مشكلة في هدوء ويملك السلام على قلبه وألفاظه وأما المتكبر فلا يعرف الهدوء ولا الوداعة، بل يظنها لونًا من الضعف فتصرفاته تتميز بالعنف ويرى أن العنف مظهر للقوة حتى صوته يكون في الغالب صاخبًا أو حادًا وبينما يمر عليك الإنسان الوديع كنسيم رقيق والإنسان المتكبر كعاصفة هوجاء تود أن تقتلع كل شيء

واخيرا فان التواضع باب النعم والمحبة والغفران والسلام واما الكبرياء فهو باب جميع الخطايا

م – اسماعيل ميرزا

عن اسماعيل ميرزا

شاهد أيضاً

قراءات عيد مريم العذراء المحبول بها بلا دنس

الحكمة والشريعة سفر يشوع بن سيراخ 24 : 1 – 32 الحكمة تمدح نفسها وتفتخر …